كاتب أمريكي: احتلال العراق وليس صدام سبب ظهور تنظيم الدولة

سواليف
قال الكاتب الأمريكي بينجامين نورتون، إن الاحتلال الأمريكي وليس صدام حسين السبب في ظهور تنظيم “الدولة” وصعود نجمه.

وأضاف في مقال له على موقع صالون الأمريكي، أن واشنطن بدأت عقب احتلال العراق بعملية اجتثاث البعث وحلت الحكومة العراقية تماماً، وبقيت طيلة السنوات التي تلت احتلالها العراق تدعم حكومة استبدادية يقودها الشيعة والمليشيات الشيعية العنيفة والمتوحشة التي دفعت البلاد إلى أتون حرب طائفية بين السنة والشيعة الذين عاشوا على الدوام كجيران.
ويتابع: “الحرب أدت إلى مقتل قرابة مليون عراقي وفقاً لدراسة لمنظمة طبية، وهو يعتبر تقدير متحفظ قياساً بالواقع”.

الاعتراف بالذنب الغربي، كما بدأ مؤخراً على لسان رئيس الحكومة البريطانية السابق، توني بلير، الذي قال إن الفوضى نتجت عن حرب العراق، لم يعد مثيراً للجدل، في ظل استمرار الصراع المأساوي في سوريا، حيث اعتذر بلير عن مشاركته في غزو العراق، الذي قالت عنه الأمم المتحدة في حينه إنه غير قانوني.

ويضيف الكاتب الأمريكي: “لجأ البعض، رغم اعترافهم أن غزو العراق كان خطأ، إلى محاولة لخلق أسطورة جديدة مثيرة للسخرية وهي أن صدام حسين أسهم بطريقة أو بأخرى بظهور تنظيم “الدولة””.
وبحسب بنجامين نورتن، فإن الفكرة ظهرت أولاً في مقال لكايل أورتن، زميل جمعية جاكسون هنري البريطانية، نشره في صحيفة نيويورك بعنوان: “كيف أسهم صدام حسين بظهور تنظيم الدولة الإسلامية؟”، مدعياً أن صدام حسين تحول من الأيديولجية القومية العربية العلمانية البعثية إلى الأصولية السنية السلفية، وقاد الدولة العراقية إلى الأسلمة وفرض الشريعة وتحالف مع الإسلاميين، لا سيما جماعة الأخوان المسلمين، الأمر الذي أسهم بنشوء تنظيم “الدولة” فيما بعد على شاكلة نظام الاستبداد الذي كان يقوده صدام حسين.
ويقول الكاتب إن العديد رددوا الفكرة نفسها؛ صدام خلق تنظيم “الدولة”، وباتت أطروحة شعبية بين أولئك الذين أيدوا الحرب الأمريكية على العراق، ممّن لا يعتقدون أن هذه الحرب باطلة وأنها بنيت على مجموعة من الأكاذيب، وأنها كانت عملاً عدوانياً ضد بلد لم يكن له أية علاقة بتنظيم القاعدة أو هجماته في 11 سبتمبر/أيلول”.
إلا أن بعض العلماء من أصحاب التحليل العلمي فندوا هذه النظرية، ومنهم صموئيل هيلفتون، المحاضر في جامعة بنسلفانيا وزميل معهد أبحاث السياسة الخارجية، الذي قال إنه قام بالبحث في الأرشيف العراقي وأرشيف حزب البعث الموجود في مؤسسة هوفر وتبين له أن الحديث عن دور صدام حسين بنشوء تنظيم الدولة الإسلامية “غير دقيق ومضلل على نحو خطير”.
ويتابع: “بعد بحث وتقصٍّ في تلك السجلات لم نعثر على أي دليل على أن صدام أو النظام البعثي في العراق له أي تعاطف حتى مع الإسلام السلفي أو الوهابي، بل إن الوثائق تؤكد أن صدام حسين كان يعارض التطرف الإسلامي”.

ترجمة الخليج اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى