من أينَ … ؟

[review]قالت لحلمٍ مبهمٍ كالصمتِ
بين شفاهٍ مطبقة منذ الأزل:

/
من أين جئتَ لكي تمُرّ على شِعابي كالصّدى
فيُذيبَ عُمقَ شُقوقِها
وهجُ الحنينِ لناظريكَ بأدمعي
من أين جئتَ ..لكي تغيضَ مواجعي
فتضُمها ظُللُ الرّطوبةِ من هجيرٍ مُسفرٍ
تخِذَ الأديمَ كموئلٍ
من ألف قيضْ
/
أم كيفَ جئتَ مُحمِّلا هذا المَدى
أسرابَ عشقٍ مُقبِلٍ
مُتَهدلٍ فوق اليباب
وأنا التي جفتْ بواحةِ ناظِريّ خوافِقٌ
لمّا استبدّ بها الغياب
أَسلمتُ أني ها هنا قد جُدّلتْ
عُتَمُ العذابِ بخطوَتَي
تلتفُّ حولي بالضبابْ
أَمتدُّ منها كالسّحاب
والشوقُ سُؤلٌ لا يُجاب
من أين جئتَ لكي أقومَ كنخلةٍ
حُفّتْ بأصنافِ المَطاب
من قلبِ غيْض !
/
كيف استطعتَ
و يلتوي هذا الزّمن
في قبضِ حظٍ عابثٍ..
إذ يَستقيم به الحزَن !
يا أيّها المُنسلُ من رمش الوسَن
هاتِ الجّواب !
كيف ارتكى فوقَ النّوافذِ عابرٌ
تركَ الصباحَ بشعرها كالهندباء
هشًا كأوراقِ الرّجاء
تركَ الصباحَ بثغرها حرفا يئِن
ضارٍ بها
جوعُ الظلامِ إلى ليقيماتِ الضّياء
والأفقُ رهنٌ للمواعيدِ السّجينةِ في الغيابِ، لمَقعدٍ
في ظِلّ زاويةِ اللِّقاء
والأرضُ طوفانُ اشتياقٍ جامحٍ
والقلبُ حَوض !
/
من أين جئتَ مُخاتِلا
كلّ السّدودِ
مُطوِّحا كلّ الحدودِ بنظرةٍ
حتى غسَلتَ بدفقتينِ مواجِعي ..
والروح فيض!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى