الحقد المتجذّر لدى البريطانيين ضد العرب . . !

#الحقد المتجذّر لدى #البريطانيين ضد #العرب . . !
#موسى_العدوان

الحقد البريطاني ضد العرب بشكل خاص، متجذّر في عقول البريطانيين ونفسياتهم، منذ عقود وحتى الآن، وقد يستمر في المستقبل البعيد. وأرغب هنا أن أورد تاليا قصة عايشتها في أواسط القرن الماضي.

وفي سردي الواقعي لتلك القصة، لا أقصد الإساءة لأشقائنا في الخليج العربي، بل لبيان حقيقة المشاعر البريطانية تجاه العرب، لا سيما وأنهم سبب المآسي، التي عانينا منها في الماضي ونعاني منها اليوم، ابتداء من وعد بلفور، ومعاهدة سايكس بيكو، والحروب العربية الإسرائيلية، والحرب على العراق، منذ منتصف القرن الماضي، وصولا إلى حرب غزة هذه الأيام.

فبعد أن تخرّجت من دورة كلية الأركان الأردنية عام 1968، تم ابتعاثي من قبل القوات المسلحة الأردنية عام ،1972 إلى دورة كلية الأركان البريطانية الشهيرة كامبرلي، ومدتها عام كامل. كان عدد الضباط المشاركين في الدورة 172 ضابطا من مختلف الدول، وكان من بينهم زميل أردني وضابط سعودي وآخر بحريني. وعند التدريس يوزع الطلاب إلى زمر، يتراوح عددها بين 12 إلى 15 ضابط، يخصص لهم معلما مختلفا في كل فصل، من الفصول الدراسية الأربعة خلال العام. ثم تجتمع الدورة في بعض الحصص لمحاضرات مركزية في قاعة كبيرة أطلق عليها اسم ( قاعة البرت هول ).

وفي أحدى المحاضرات المركزية، التي خصصت لبيان دور البريطانيين في تطوير منطقة الخليج، عُرض لنا فلم مصور عن تلك المنطقة، يُظهر كيف كان الوضع البيئي والمعيشي لسكان المنطقة، حيث كانوا يعيشون في خيم بالية، ومنازل طينية بائسة، وبيّن قوافل الجِمال وهي تسير على طرق ترابية في طقس حارّ، يتبعها أصحابها حفاة بملابس رثة.

ثم ظهر في الفلم منظر آخر، يُظهر رجلا حافي القدمين، يعجن طعاما في وعاء كبير، ثم يلقمه بيده في فم الجَمل ليأكله. ولكن في الجزء الثاني من الفيلم، يظهر كيف أقام البريطانيون العمارات الجميلة، والفنادق الراقية، والشوارع الواسعة، والإنارة في مختلف أرجاء البلاد، بخلاف ما كانت عليه من بؤس في عهدهم الماضي.

وفي محاولتهم لتطوير المنطقة وزيادة دخلها من عائدات النفط، يتحدث الفلم بأن مدير شركة النفط البريطاني، قابل حاكم تلك الإمارة، واقترح عليه زيادة إنتاج النفط، لتحقيق دخل مالي أكبر يتقاسمه الطرفان. فما كان من الحاكم إلاّ أن قال له : خذوا حصتكم أنتم من الزيادة، واتركوا حصتنا في باطن الأرض.

وهنا انفجر الحضور في القاعة بالضحك، مما اضطرنا نحن العرب المتواجدين معهم، إلى الانصراف من القاعة مستائين وغاضبين من سياسة البريطانيين، تجاه الدول العربية، التي تستضيفهم وتتعاون معهم، دون مراعاة لمشاعرنا كضيوف لديهم . . !

التاريخ : 22 / 3 / 2024

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى