مُش مهم لوين نروح!!!
جلسنا بالأمس ضيوفاً على صديقٍ عزيز لتناول طعام الإفطار في أحد المطاعم المشهورة! و بعد الإفطار كانت أغنية “مشوار رايحين مشوار…” تملأ أجواء المكان!!!
أنا أعرف هذه الأغنية البسيطة و قد سمعتها مئات المرّات في الحافلات و مواقف السيارات و الأسواق سماعاً قسرياً منذ طفولتي و لكنّني لم أستمع إليها يوماً… 🙂
استوقفتني بعض عبارات الأغنية لأنّها تُلخّص الكثير مما نحن فيه ببضع كلمات…
حيث يقول أحد المقاطع “صوب الغرب صوب الشرء (الشرق) … و يمكن ما في فرء (فرق)… المهم مروح المشوار… و نبرم العالم بنهار”!!!
هذا هو حالنا في معظم قضايانا السياسية، و الاقتصادية، و الثقافية و الاجتماعية…..
يبحث الكثير منّا عن زوجة و يقول في النهاية: المهم “مره”!!! ما في فرء 🙂
يلتحق الكثير من أبنائنا بالجامعات و يحصل على أي تخصّص و يقول: المهم مقعد جامعي!!!! ما في فرء 🙂
يأكل الكثير من الناس اللحوم الفاسدة و غير الفاسدة ثمّ يقولون: المهم لحمة!!! ما في فرء 🙂
تتعاقب علينا الحكومات الواحدة تلو الأخرى و تزداد مديونيتنا بشكل خرا…في؛ و لا يُحرّك الشعب ساكناً و يقول الناس: كلّ الحكومات زي بعضها!!! ما في فرء 🙂
هذه هي حياتنا و هذا هو المشوار الذي نعيشه… ما دامت قناعاتنا مبنية على مبدأ “مش مهم لوين نروح” فسنبقى في ضياع و خُسر و انحطاط… و ما دام سقف أحلامنا هو “المهم نروح المشوار” فسوف نجد من يتلاعب بنا و بأحلامنا 🙁
سنبقى في تخبّطنا و تيهنا حتّى تصبح فلسفة وجودنا تقوم على عكس تلك المعادلة و تصبح فلسفتنا هي أنَّ هناك فرق بين الغرب و الشرق و بين المسؤول الصالح و المسؤول الفاسد… و بين كنافة زلاطيمو و كنافة أم صبحي 🙁
“مش مهم نروح المشوار” بل المهم لوين نروح و كيف نروح و ليش نروح…. 🙂 عندها سوف “نروح” المشوار المناسب عاجلاً أم آجلاً؛ لكنّه سيكون مشواراً لا يعود علينا بالمرح و السرور فحسب بل بالنفع و الفائدة و التقدّم و الازدهار… بس خلّونا نخطّط لهلمشوار يا جماعة الخير 🙂 و الله أعلم و أحكم
