مبادرة خيرة … ونريدها وطنية / محمد الدويري

لا ضير بالمطلق في مجتمع عُرف عنه الخير والإباء والكرم والنخوة كشعب النشامى، ان يعمم مبادرة غايتها الاسمى والاجل ايجاد نسيج وطني متماسك يعمه الخير والاخلاص من خلال عمل في خلاصة وصفه مبدئياً انه سهل ممتنع، ولكنه بحاجه الى دعم متعدد الجوانب و نية صادقة وضمير حي لاطلاقه للأفق، وانجاحه ليكون علامة نصر في سجل الاعمال الخيرية من جيل ما زال في مقتبل العمر.
عندما تلاقي مبادرة قبولاً اجتماعياً كبيراً، لما لها من خير للوطن والمواطن، ويحيها من هم أساسات المجتمع وعموده الفقري، كما بادر طلاب الصف الاول الاساسي في مدرسة بإيدون شمال البلاد، وبدعم وتنسيق من معلم ضميره حي وصادق كـ”يوسف طلفاح” في انجاح هذه المبادرة، ليزرع طيب الاخلاق وارقاها في جنود المستقبل ونوره المشرق والمزدهر.
يتسابق الطلاب لمدرستهم في اسبوعهم الثالث من عمر هذه المبادرة في منطقة إيدون، فرحين بما يحملونه من خير بـ” كاسة زيت” واحدة لكل منهم، لصبها في “جالون” أثناء طابورهم الصباحي ليقدمونه للمحتاجين والايتام، ليرسموا البسمة بين افراد أسرة يعانون المستحيل للحصول عليها، ويشعرونهم بخير وطن يبادر صغاره قبل كباره على فعل الخير، فالغايات الحسنة من هذا العمل لا تعد ولا تحصى في واقع الامر، فالطلاب بهذا ينشأون على حب الحياة والإيخاء والانتماء للوطن، فهو الجيل الخصب الذي يُزرع في قلبه حب الخير للغير ليعم السلام بين افراد المجتمع، ويقدمون الغالي والنفيس من اجل بلاده وأمته.
أُقتبست فكرة المبادرة “كاسة زيت من كل بيت” من مبادرة أخرى خيرة انطلقت مسبقاً بمدينة طول كرم في دولة فلسطين الحرة، وكان يضاف ما يتم الحصول عليه من بيع الزيت الذي يتبرعون به الطلبة، الى ميزانية المدرسة لدعم عمليات الترميم والصيانة الدورية لها بحسب طلفاح.
الفكرة اذا وجدت فأساليب التطوير لها كثيرة، وهي ليس بحاجة الا لمن يشاطرها المنفعه منها، والعمل الدؤوب على انجاحها ومحاولة تعميمها على كافة مناطق المملكة، وتضخيمها وتفخيمها لتصبح مبادرة وطنية يحتفي فيها أبناء الوطن كل عام في موسم الخير والبركة (بدون تدخل الفاسدين رجاءً )، لكي نقول معاً وبصوت واحد لا يوجد شخص عاش على ارض الاردنيين الا وتنعم بخيراتها حتى لو “بكاسة زيت من كل بيت”.

صحافي في دولة الامارات العربية المتحدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى