هل أنتَ على ما يرام يا أردن؟ / عودة عياصرة

هل أنتَ على ما يرام يا أردن؟
في أوطان العرب الدمعةُ ضحكةٌ سائله اختبأت في العيون ، قطرةُ الدماء هي قطرةُ ماءٍ مزاجها مُتعكّر ، السعاده تؤثرُ سلباً على جهاز المناعه ، الراحة النفسيه في أوطاننا من الكبائر ، الجوعُ مسابقه والفقيرُ من يفوز ، رغيفُ الخبز متاهه لا يتقنُ حلّها الجميع ، الألم جهازُ مساجٍ للجسد العربي وقطعُ الرقاب تمارينُ لياقه .

في أوطان العرب الرومانسيه هي ان تغتصب امرأه تحت تهديد السلاح ، والانسانيه هي ان تسرق الفقير لكي لا تصيبهُ أمراضُ السمنه ، المبدأ كلمه يونانيه تعني المراوغه ، الحريه هي بركةُ دماء ترسو عليها سفينةُ الفوضى ، المسؤول الفاسد فاعلُ خير يبتغي بفساده وجه الثروه ، المواطن العربي قطعةُ كبابٍ لذيذه تشوى على سيخ الوطنيه وفي منقل الوطن ليأكلها جائعٌ لوليمة الطائفيه ، الواسطه هي كلمه من اصل اغريقي تعني ” اذا مش خاوه بديش ياها “.

طريقة تناول الاعلام العربي للأحداث أكذب من مسيلمه ، لا ندري ماذا ينتظرنا في قادم الأيام ،والجسد العربي أراهُ على سرير المرض ، فنسأل الله العفو والعافيه وأن يحمي ما تبقى من عربٍ وأملٍ وأمّه .

وفي وطني مهما تضخّمت هرمونات الفساد وتناثرت غددُ الحاقدين والعابثين هناك رجالٌ يشفقونَ على الوطن كما تشفقُ الألم على وليدها ، يموتون في سبيل وطنهم وبعد الدفن تناجي الأمُ خالقها بأن يحمي البلاد ويهمسُ والد الشهيد في أذن الوطن : هل أنت على ما يرام ؟ .

العم اللواء حسين الزيود والد الشهيد راشد الزيود وبعد دفنِ ولدهِ راشد سأل الوطن مروّضاً دموعهُ في عينيه : هل أنت على ما يرام يا أردن ؟
عودة عياصرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى