عندما نغتال انفسنا بالعدوى الاعلامية…زعم التحرش إنموذجا..

عندما نغتال انفسنا بالعدوى الاعلامية…زعم #التحرش إنموذجا..
ا.د حسين محادين

قريبا مما اثير عن #قضية #التحرش المزعومة للآن في #جامعة_العلوم والتكنولوجيا أو غيرها من جامعاتنا مثلاً…فأقول استنادا الى اطروحات #علم_الجريمة ما هو آت :-
1- إن لجنة التحقيق المُشكلة بحكم النظام في جامعة العلوم والتكنولوجيا العريقة، التي سنبقى نعتز بها علماً وخريجين وبيئة تعليمية عفيفة رغم ما سببه سوء النشر الجمعي في هذه القضية من خدش ضمني وعابر لحضورها النوعي والمتألق داخل الاردن وخارجه، أقول ان هذه اللجنة هي التي ستُثبت مثل هذا الزعم من عدمه، والذي كان الأولى بنا جميعا وللحفاظ على هيبة وسمعة جامعاتنا طلبة ومدرسين ان يتم التعامل مع هذه الاشكالية بهدوء وحصافة افضل بكثيرا منا حصل من فوضى نشر عنها دون ان تثبت صحتها، وكلنا يعلم يا اهلنا ،بأن العديد مِن مثل هذه التحرشات قد تم التعامل معها عشائرياً وقانونيا وعوقب المستحقين بكل هدوء ودون #اغتيال_اعلامي لهذه المؤسسة /الجامعة او حتى الافراد من الجنسين في هذه الاسر التي وقعت فيها مثل هذه التجاوزات..ومع ذلك لم نشهد مثل هذا الفوران الاعلامي الواخز والذي سنبقى بعده بانتظار نتائج لجنة التحقيق وفقا لانظمة جامعة العلوم والتكنولوجيا و الجامعات الأردنية عموما.
2- إن القضاء الاردني المُقدر وبحكم القانون، هو الفيصل بصدق او الزعم بمثل بالمحصلة في هذه الفقاعة الاعلامية المغرضة التي انفجرت بوجوهنا جميعا كأردنيين جراء انفعالنا وإصابتنا بالعدوى الاعلامية كجموع، لنكتشف ولو متأخرين، أباءً وامهات وطلبة ومؤسسات تعليم عالي، بأننا قد إغتلنا بهذه الفوضى الاعلامية احد ابرز مناجم رصيدنا المعنوي والتشغيلي في الاردن والعالم وهو التعليم الجامعي ومخرجاته وتفردنا به كجزء طليعي من راسمالنا البشري المُرحب به لتميزه وتنافسيته عربيا وعالميا.
3- ليس دفاعا عن اي خطأ او خطيئة اخلاقية اينما كانت، أو من قِبل اي ارتكبت ،فمن المتوقع حدوث مثل هذه القضية هنا او هناك فنحن في مؤسسات تعليمية وطنية، سريعة التغير ومتنوعة المدخلات من حيث بيئات وخصائص الطلبة، والمدرسين، والعاملين..الخ .
أقول، أوليس الاجدى بنا افرادا ومؤسسات واعلام ونحن ايضا ابناء مجتمع أردني واعِ ومتميز بمستواه التعليمي والتفكيري معالجتها كقضية تحرش مفترضة-زعم للآن- بأخلاق العروبة النقية والاسلام العظيم والقانون الناظم لحياتنا كذلك في السِتر…عِوضا عن إغتيالنا الانفعالي لأي كان فيما زُعم عنه او زعم بوقوعها من جهة، ومن الجهة الاخرى غفلتنا عن ان النفس البشرية، قد جبلت نفسيا على الفجور/الشهوة اولاً ، والتقوى ثانيا، لذا- وللتفكر هنا- اذكر كيف تفرد ديننا الحنيف/الاسلام بأن إشترط اثبات جريمة الزنى مثلا بثلاثة شهود عدول وفي وضعية المشاهدة للفعل رغم صعوبة ذلك… ماذا يمكن ان نستنتج من هذا التشديد..وبعيدا عن العدوى الاعلامية والمبالغة في التعامل مع اي حدث هنا او هناك..؟.

4-أخيرا.. فمن المتوقع تكرار حدوث مثل هذه التجاوزات/التحرشات في العمل، او الشارع..او الجامعة …الخ من قِبل بعضنا ذكورا واناث رغم رغبتنا الاكيدة بعدم حدوث هذا..لكن علميا وحياتيا يمكني القول ..بأن البنية الذهنية والسلوكية لكل منا ليست متشابهة مع غيرنا حتى بنفس البيئة ، لذا لنحافظ على اخلاقية مجتمعنا ولنتفهم ان مثل هذه التحرشات التي نُدين قد تحدث باستمرار عبر الاجيال وفي مختلف مناطقنا ، لذا فان الحكمة المطلوبة تقتضي منا التعامل مع مثل هذه النزوات بأنها جزء من الفطرة البشرية المجبولة على الفجور بالأصل الا من رحم ربي.
*جامعة مؤتة-قسم علم الاجتماع.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى