السيناريو المرعب

مقال الثلاثاء 24-4-2018
النص الأصلي
السيناريو المرعب
وضعنا مع تقلب السياسات في العالم ، مثل يتيم يتسوّل أمام “بار” ، لا يعرف أن كان أحدهم سيعطف عليه لوجه الله ، أم سيكون لئيماً و”….” عدم المؤاخذة ، يلف أمام المنافذ ،وينظر في الوجوه، يراقب الكبار في اماكنهم وحواراتهم ، لا يدري متى ستندلع المشاجرة بين المخمورين، متى سيبدأ إطلاق النار،متى تنتهي السهرة والسكرة وماذا سيجني هو من كل هذه “الميمعة”؟!.
**
“أوبك” تنوي إيصال سعر برميل النفط إلى مئة دولار،ترمب علّق أن هذا التوجّه بأنه غير مقبول وأن الأسعار مصطنعة،شركات النفط الأمريكية كثّفت من إنتاجها لتستفيد من الارتفاعات المقبلة، وهنا جماعتنا بــ”طبطبوا” على “بطّيخ الديسي” عشان يشوفوه مستوي ولا مش مستوي..!!
طيب ماذا لو وصل فعلاً سعر البرميل الى مئة دولار وهذا ليس ببعيد..كيف سنتصرّف؟ الآن سعر التنكة حسب تسعيرة الحكومة – الله يخليها- حوالي “16” ديناراً في ظل سعر برميل النفط العالمي “55”دولاراً.. مضاعفة هذا الرقم يعني وصول التنكة الى “30” ديناراً أردنيا..بمعنى آخر سيخصص الموظف من راتبه 800 دينار للبنزين من أصل 500 دينار الذي يتقاضاه أصلأ من الدولة..لا يمكن التأقلم مع الوضع القادم ، سيقرر الجميع “ركن” سياراتهم أمام بيوتهم أو بيعها أو تحويلها إلى مدن ملاهي للقطط والجرادين..ويصبح رؤية السيارة في الشارع “هجنة” كما كنا في ثلاثينات القرن الماضي..كلما مرّت سيارة يلحقها الأطفال الحفاة العراة ليروا كيف تسير وكيف “تزمّر” أما التنقل من المناطق النائية والمحافظات والقرى إلى العاصمة فسيعود كما كان على ظهور الشاحنات والقلابات ” ع الواقف” لكن هذه المرة بأجرة مرتفعة جداً..وتصبح الكازيات خاوية على عروشها ، وأماكن مناسبة جداً “للتبسيط” فيها وعرض المنتوجات الزراعية من “بيض بلدي” و”زغاليل” ،وديوك” طالعة “ع الضمان المبكّر” ،و”صيصان فكح” ، و”جعابير”..أنا لا أمزح ، من سيملك 30ديناراً ليملأ سيارته كل يوم؟..وكيف ستتدبّر الدولة شؤونها المختلفة ،بصناعاتها، وقطاع نقلها، وتوليد كهربائها ؟..ما زلت مصرّاً عند رأيي..عام 2018 هو العام الأول من السنين الــسبعة العجاف على كل الصعد..بالإذن ، رايح “استطري لي جحش” قبل أن يرتفع سعر الحمير!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. المهم الأمن و الأمان

    ليست سبع سنوات عجاف، بل مستقبل مظلم

    انهيار اقتصادي شامل

  2. نعم الأحداث القادمة مرعبة وحتى 2025 ولكن التغير الكلي ستحدثه هذه الأحداث.. والنتيجة هي أن أكثر الناس لا يعلمون..هذا والله أحكم وأعلم..! والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

  3. في شهر تشرين ثاني (2014) كان معدل سعر برميل برنت (90) دولار وكانت لجنة تسعير المشتقات النفطية سعرت بنزين (90) بـ (730 فلس)
    ومعدله في شهر أذار (2018) (66) دولار ولجنة الدجل والكذب والسرقة المسماه لجنة التسعير قررت أن يكون سعر بنزين (90) بـ (780 فلس)
    كيف ينخفض سعر برنت 26% ويرتفع البنزين في الأردن شلن لكل لتر….

    سرقة باسم القانون… حكومة غير مؤتمنة على مصالح الوطن والمواطن

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى