المطوى

مقال الخميس 11- 7 – 2019
المطوى

أصبح المواطن الأردني مثل المطوى في “غرفة العجوز” كل ما أرادوا رفع شيء وضعوه عليه ، يطوى فوقه الفرشات ،واللحف،والحرامات ، وتطوى فوقه سجادات الصلاة ،والشراشف،والستر الشتوية،والسراويل المتسّخة ، كل غرض يحمل الآخر الا هو يحمل الجميع..
الحكومات ترفع الضرائب على المزارع، المزارع يرفع السعر على المواطن، الحكومة تفرض ضرائب على المصانع، المصانع ترفع أسعار منتجاتها على المواطن أيضاَ..”المواطن” حمّال الأسيّة الأخير..لكنه لن يبقى كذلك،ولن يصمت طويلاً…
عدما رفعت الحكومة الضريبة على مصانع الألبان، لم تجد هذه الأخيرة سبيلاً لتفادي التكلفة الجديدة إلا أن ترحّل هذه الضريبة على ظهر “المطوى” المواطن ورفعت عالياً لقمة “اللبن” التي يجب أن تكون أرخص أنواع الأطعمة لأنها الحد الأدنى الذي قد يقتات عليه الفقير وهو منتجنا ورفيق فقرنا ..وسبب هذا الرفع أن الكل يهرب من مواجهة سياسات الحكومة المتخبّطة لا أحد يريد أن يدخل في صراع كسر عظم معها..فــ”يتفششّ” بالحلقة الأضعف الا وهي المواطن..
بالمناسبة المقاطعة الشعبية الأخيرة ليست موجّهة لشركات الألبان وإنما للحكومة نفسها، نحن لا نرضى أن تفلس شركات وطنية مهمة وعريقة أو تهرب إلى دول أخرى ، شركاتنا الوطنية في المحصلة هي منا ولنا، لكن على هذه الشركات والمصانع ألا ترمي وزرها على ظهر المواطن المسكين ، هي تملك رأس المال ورأس المال له كلمة عليا..كان عليها ان تتصدّى للحكومة ،وتنضم الى المواطنين وتضرب عن الإنتاج وتفرغ السوق تماماً من منتجاتها ، كي تعيد “الرعونة” الحكومية الى رشدها، هذه الشركات فيها ألاف الموظفين لو أغلقت أين يذهب كل هؤلاء، لو قامت بترحيل رأس المال ونشاطها التجاري الى بلد آخر ،من يلومها؟ نحن عندما نقاطع ، لا نواجه المزارع،ولا ندخل بمعركة مع صاحب الاستثمار..فجميعهم أبناء وطن ، ويحملون وزراً عظيماً معناً..الرسائل موجهة لأصحاب الابتسامات الصفراء أمام الكاميرات…ليعرفوا أنهم أصغر بكثير من أن يديروا وزارات وحكومات ، الوطن ليس لعبة ،ولا نزوة ، والمواطن ليس مطوى ولا هو “ابريق وضو” تستخدمونه عند الزنقات!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. المطوى مليان براغيث و عث من زمان الفراش ما طلع اتشمس و لا الصوف انفشو و اتنجد!!!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى