ماذا اعددنا لما يجري على الارض

بعد مواجهة الاردن لصفقة القرن واسماعه العالم بصرامة الموقف .. ماذا اعددنا لما يجري على الارض
جميل يوسف الشبول

قال الاردن كلمته وسمعها العالم وفهمها نتنياهو وترامب ولم يعيروها اي اهتمام لمعرفتهم بالواقع الاردني الحالي وما يجري في الداخل وما خطط للاردن منذ انشاءه والذي قاومه الاردنيون باقتدار رغم الانتداب ومصادرته لقرار الدولة والجيش حيث وقف الاردنيون في وجه المعاهدة البريطانية ووقف ضباط الجيش الاردني ضد قائد الجيش كلوب وحاربوا رغما عنه واستعملوا الاسلحة التي كان يمنعهم من استخدامها وتشهد فلسطين ويشهد الاعداء الصهاينة على بطولات وتضحيات الاردنيين في فلسطين .

التهديد الاردني لم يتبع بقرارات او نشاطات دبلوماسية مؤثرة ولم نشهد اي تغيير في الاداء الحكومي العاجز عن ادارة اصغر الملفات والمختبىء خلف ما يصدر عن الملك ولا يستطيع اجتراح اصغر الحلول .

تميز الاردن عبر تاريخه في القدرة على تحويل التحديات الى فرص وكلما واجهت الدولة مشكلة كسر عظم مع دولة مجاورة او لدينا مصالح معها سارع الاردن بتجديد ادواته بتغيير الوجوه وتكليف وزارة قادرة على سحب الفتيل او ضخ كميات اكبر من النيران لردع المعتدي .

يواجه الاردن اكبر التحديات بادوات لا يثق الشارع بقدرتها على ادارة ازمة بهذا الحجم حتى بات الشارع قلقا مما يجري واصبح يتسائل عما يجري وراء الكواليس ومدى جدية وفاعلية التهديد الاردني خصوصا بعدما سمع الاردنيون ما يقوله نتنياهو في حق الاردن وطنا وقيادة وحكومة اما الشعب فيعلم نتنياهو ان كل القوى الداخلية والخارجية لم تنجح عبر سنوات انشاء دولته الزائلة في استدراج الاردنيين نحو التطبيع وحتى مع استدعاء سلاح الافقار والتجويع .

ما يقلق الاردنيون وهم في عين العاصفة ما تقوم به هذه الحكومة من اعتقالات لناشطين سياسيين اردنيين يقفون بجانب وطنهم ولا يثقون بهذه الحكومة وما سبقها من حكومات ومجالس نيابية سمعنا عن كيفية تشكيلها من مدراء الاجهزة الامنية رغم التحديات وما يواجهه الوطن من ان يكون او لا يكون .

على الاردن ان يستفيد مما يجري في الولايات المتحدة الامريكية وترنح ترامب امام شعبه وحزبه والاحزاب المنافسة وعليه ان يصعد لهجته تجاه العدو.

على الاردن ان يستفيد من قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو ومحاولته تسجيل المواقف على حسابنا وعلى الاردن ان يستعيد دوره في التاثير في الداخل الاسرائيلي بما تقتضيه مصالحه.

على الاردن ان يتوجه الى الجامعة العربية لينذر عشيرته الاقربين وليحدد من معه ومن عليه وان يفضح من لا يقف مع قضايا الامة وان يتقدم الصفوف وهو الوحيد المؤهل الان لمثل هذا الموقع وعلى الاردن ان يرفض الاملاءات ممن لا تثق بهم شعوبهم والشعوب العربية قاطبة وهو القادر على ذلك بقوة شعبه والتفافه حول جيشه ووطنه وقيادته والاردنيون على مر العصور يشبعون ولا يجوعون عندما يشعرون بالكرامة .

لن يخسر الاردن شيئا في مثل هذه الظروف وطوق نجاته الاكيد في خلط الاوراق وتوجيه اسلحته نحو العدو بالتنسيق مع الاطراف الاخرى ومع شعبنا وشبابنا في الداخل المحتل والا فان الاردن متجه نحو الموت البطىء او نحو الموت بسلاح الاخ حيث يجاهد العدو واعوانه من ابناء جلدتنا خبراء التأزيم بزرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد.

لقد فشل العدو الذي لم يترك مناسبة الا وزرع فيها بذورا للفتنة للنيل من وحدتنا الوطنية حتى في مباريات كرة القدم كان له اعوان يجيدون توجيه السلاح الى صدر الاخ وقد فشل عام 1970 بفضل الوعي الشعبي الاردني.

موقف اردني صلب واضح واتفاضة فلسطينية في الداخل مع ما يجري في الولايات المتحدة الامريكية والمحاكم الاسرائيلية تكفل توجيه صفعة لاصحاب الصفقة المشؤومة والذهاب بهما الى مزابل التاريخ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى