متظاهرون يحرقون القنصلية الإيرانية في البصرة

سواليف _ شهدت الاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة (جنوب العراق)، والتي اندلعت منذ شهرين، تطورا خطيرا، بعد قيام متظاهرين غاضبين بإحراق مقر القنصلية الإيرانية في المحافظة.

وأكد مصدر أمني محلي أن مئات المتظاهرين تمكنوا من اقتحام مبنى القنصلية، وإضرام النار فيه بشكل كامل، مبينا في حديث لـ”العربي الجديد”، أن المحتجين تمكنوا من دخول القنصلية بعد مشادات وصدامات مع قوات الأمن المكلفة بحراسة المبنى.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول في القنصلية الإيرانية في البصرة قوله إن ما حدث للمقر يعد عملا وحشيا وهمجيا، مؤكدا أن الجهات الإيرانية ستتبع الطرق القانونية لمقاضاة الأطراف التي تسببت بحرق القنصلية.

وأضاف: “لا نتهم جهة معينة بحرق مقرنا في البصرة”، ثم تساءل: “ما دخل القنصلية الإيرانية بأحداث العراق؟”.

وأشار إلى أن عمل القنصلية الإيرانية يقتصر على تقديم التأشيرات وبقية الخدمات للعراقيين، موضحا أن “ما حدث بعيد عن الأخلاق”.

وجاء اقتحام القنصلية الإيرانية في البصرة بعد تظاهر الآلاف أمامها، مطالبين بإنهاء النفوذ الإيراني في المحافظة، مرددين شعار “إيران برة برة، البصرة تبقى حرة”، وفقا لعضو تنسيقيات البصرة علي المنصوري، الذي قال لـ”العربي الجديد”، إن المتظاهرين اقتحموا مقر “حزب الدعوة” مجددا، وأحرقوا سيارتين كانتا مركونتين بداخله.

وتابع المنصوري: “قام مئات المتظاهرين بمحاصرة بوابة مجمع القصور الحكومية في البصرة، وإحراق إطارات السيارات أمامها”، مؤكدا قيام بعض المتظاهرين بمحاولات متكررة لاقتحام مقر مليشيا “الحشد الشعبي” الواقع إلى جانب المجمع المذكور.

وتجددت الاحتجاجات في محافظة البصرة (جنوب العراق)، مساء الجمعة، والتهمت الحرائق مباني حكومية، وقطع متظاهرون الطريق الرئيس الذي يربط المحافظة بالعاصمة العراقية بغداد.

وقال عضو بتنسيقيات محافظة البصرة إن آلاف المتظاهرين تجمعوا، مساء الجمعة، أمام مبنى محافظة البصرة، مؤكدا لـ”العربي الجديد”، أن التظاهرة بدأت بتجمع المئات لتشييع أحد المحتجين الذي لقي حتفه خلال صدامات مع القوات العراقية، أمس الخميس، قبل أن يلتحق الآلاف بالتظاهرة.

وأشار إلى قيام متظاهرين باقتحام مبنى محافظة البصرة، وإحراقه مجددا، لافتا إلى انقسام المحتجين إلى مجموعات جابت مناطق المحافظة.

وبين أن عددا من المتظاهرين اقتحموا أيضا مبنى البلدية في محافظة البصرة، وأحرقوه بشكل كامل، مؤكدا أن مجموعة أخرى من المحتجين قطعت الطريق الرئيس الذي يربط البصرة ببغداد.

في الأثناء، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الكتل السياسية إلى تخصيص جلسة البرلمان ليوم غد من أجل مناقشة أزمة البصرة حصرا، وترك الصراعات على تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى، موضحا في تغريدة على “تويتر”، أن “البصرة تحترق، والفساد يتراكم، والوضع يشتعل، والعنف يتزايد، وأموال البصرة تمنع”.

وأضاف “اتركوا صراعات الكتل، واتركوا تشكيل الكتلة الكبرى، واتركوا المغانم من أجل شعبكم”.

وقال عباس الهلالي، وهو أحد ناشطي ذي قار، إن التظاهرة خرجت للوقوف إلى جانب أهالي البصرة الذين يقتلون بشكل يومي على يد القوات العراقية، مبينا لـ”العربي الجديد”، أن التظاهرات ستتواصل حتى يرفع الضيم عن البصرة.

وشهدت ساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد تظاهرة مؤيدة للحركة الاحتجاجية في محافظة البصرة (جنوبا)، والتي تتعرض للقمع والاضطهاد، بحسب متظاهري التحرير، فيما أكد ناشطون بدء اعتصام مفتوح في البصرة.

وقال أحد ناشطي تظاهرة بغداد ويدعى حسن كامل: “خرجنا اليوم لنعلن دعمنا الكامل لاحتجاجات البصرة التي تتعرض لحملة قمع واضطهاد وتنكيل غير مسبوقة”، مبينا في حديث لـ”العربي الجديد”، أن ما فعلته السلطات العراقية في البصرة الليلة الماضية، والفترة التي سبقتها، يسيء للديمقراطية، ويبعث بمؤشرات خطيرة تنذر بالعودة إلى الدكتاتورية.

وأوضح أن التظاهرات في بغداد ستتوسع وتستمر حتى إنصاف أهالي البصرة، ومحاسبة قاتلي أبنائهم، مشيرا إلى أن المحتجين يتمسكون بمطالبهم الخدمية القديمة التي أطلقوها قبل نحو شهرين.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى