وصل النهر يا مروة / وائل مكاحلة

وصل النهر يا مروة

(حكاية الصحفية الأردنية التي أشغلت بال القذافي لاثني عشر عاما)
.
.
في 28 أغسطس 1984 وضع العقيد الراحل “معمر القذافي” حجر الأساس للبدء بمشروع النهر الصناعي العظيم، المشروع الذي اعتبره الجميع – وقتها – ضربا من ضروب الخيال.. قال القذافي عنه أنه المنقذ الوحيد من عطش محقق يحيق بالجماهيرية الليبية وشعبها، الدولة الليبية ليست فيها أي أنهار أو بحيرات ظاهرة للعين.. ما عدا بعض الواحات الكافية فقط لري المناطق التي حولها في صحراء “الكفرة وأوجلة وأوباري”..

النهر الصناعي هدف إلى سحب المياه الجوفية التي تسربت بفعل انحدار الطبقات العليا والمتوسطة من القشرة الأرضية من نهر النيل وبحيرة ناصر في مصر إلى الصحراء الكبرى، ثم توزيعها عبر الساحل والصحراء لتصل إلى كل مدينة وقرية في ليبيا في أنابيب اعتبرت الأضخم في العالم حتى الآن، مشروع كلف الدولة أكثر من تسع مليارات، ولكنه كان أحد مسامير نعش النظام الليبي.. بحسب نظريات تتبنى توجه القوى العظمي للحرب حول المياه..

عموما ليس هذا موضوعنا، المهم أنه ظهرت في الأردن وقتها سلسلة مقالات رسمية لصحفية شابة تدعى “مروة القيسي”..تهاجم المشروع وتتهمه بالفشل وعدم جدوى تكاليفه الباهظة، واستشهدت في مقالاتها بآراء خبراء أكدوا استحالة الوصول إلى جوف الطبقات الوسطى فضلا عن سحب مياهها، وصلت أنباء تلك المقالات إلى مسامع العقيد الليبي فلم يعلق، واستمر العمل في البناء اثني عشر عاما حتى كان عام 1996 وهو عام الاحتفالات بوصول المياه إلى المدن الليبية الأبرز “طرابلس وبنغازي”، هنا أظهر العقيد ورقة كتب فيها بضع كلمات مقفاة وطلب من ملحن مشاهير العرب الفنان الليبي الكبير “علي الكيلاني” أن يلحنها، وطلب من سفارته في الأردن دعوة الصحفية “مروة القيسي” إلى احتفالات “السلسبيل”، وهي الاحتفالات الأضخم في البلاد.. والتي أقيمت على شرف الإنتهاء من تدشين المرحلة الأولى من المشروع..

مقالات ذات صلة

وحين جاءت الصحفية مع شخصيات عالمية لحضور الاحتفالات.. فوجئت بهذه الأغنية التي كتبها “معمر القذافي” بنفسه، والتي ذكرت فيها القصة واسمها بعتب صريح في أهم أغنيات الحفل..

وبصراحة لا أستطيع لومها.. مهما كانت ردة فعلها…!!
___________________________

كلمات الأغنية:-

زوري النهر وصل يا مروة
تكرامي وضيوفك تروى
وضيوفك تروى.. يامروة..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى