صحيفة إسبانية تكشف تفاصيل إقامة ولي العهد السعودي في إسبانيا

سواليف

نشرت صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية تقريرا كشفت فيه خفايا زيارة ولي العهد السعودي إلى إسبانيا الذي كان برفقته حوالي 700 من أفراد حاشيته، والذين اجتاحوا فندق “فيلا ماغنا” الفاخر في مدريد دون حجز مسبق، ما وضع إدارة الفندق في موقف محرج وأجبرها على عقد اتفاق غريب مع الجانب السعودي مازالت أسراره طي الكتمان.

وقالت الصحيفة، في تقريره أن أفراد حاشية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، نزلوا في فندق “فيلا ماغنا” خلال أيام 10 و11 و12 نيسان/ أبريل، بالتزامن مع زيارة ولي العهد إلى العاصمة الإسبانية بغية عقد بعض الصفقات.

وذكرت الصحيفة أن محمد بن سلمان لم يكن من بين نزلاء هذا الفندق، الواقع في جادة كاسيتلانا الشهيرة في مدريد، بل في قصر “الباردو” المخصص للزوار الرسميين، باعتبار أن هذه زيارة وفد تابع للدولة. في المقابل، نزل حوالي 700 شخص من مرافقيه، ومن بينهم مسؤولون كبار في الإدارة السعودية وضباط أمن، في فندق “فيلا ماغنا”.

وأكدت الصحيفة أن الوفد السعودي لم يحجز الغرف حسب ما هو متعارف عليه، ولم يعلم إدارة الفندق بشكل مبكر، حيث أن منظمي هذه الزيارة أعلنوا عن قدوم ولي العهد ومرافقيه قبل أسبوع واحد من الموعد المحدد. نتيجة لذلك، كانت أغلب غرف فندق “فيلا ماغنا” محجوزة لعملاء آخرين، كثيرون منهم قدموا لإسبانيا لحضور معارض اقتصادية، أو متابعة مباراة رابطة الأبطال الأوروبية، التي عقدت يوم 11 نيسان/ أبريل بين ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي.

وفي الواقع، دفع هذا المأزق بمساعدي الأمير محمد بن سلمان للتفاوض من أجل الوصول إلى حل غريب، ليحصلوا على غرفهم في هذا الفندق الفاخر الذي تم افتتاحه قبل 46 عاما.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتفاق الذي لم يُكشف عن تفاصيله بشكل رسمي، ينطوي على دفع مبلغ مالي “يتضمن عددا مذهلا من الأصفار”. وقد ذهب المسؤولون الأمنيون في الحكومة السعودية إلى الفندق وطلبوا عددا كبيرا من الغرف، متعللين بالترتيبات الأمنية. وقد شملت شروط هذا الاتفاق الذي عقد بين إدارة الفندق والسفارة السعودية، التزاما بالحفاظ على السرية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على هذا الاتفاق، أن الوفد السعودي تكفل بدفع كلفة نقل زبائن فندق “فيلا ماغنا” إلى فنادق ثانية. وقد تم بالفعل إسكان هؤلاء في فنادق أخرى من نفس الدرجة، وفي غرف تحمل نفس المميزات أو حتى أفضل منها، حتى أن بعضهم انتقل من غرفة عادية إلى جناح كبير.

وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الضيوف الأثرياء من المملكة العربية السعودية دفعوا لحرفاء الفندق، الذين تنازلوا عن غرفهم، كل مصاريف التنقل منذ وصولهم إلى العاصمة الاسبانية وحتى مغادرتهم، إلى جانب تكاليف وجبات غذاء وعشاء في أفضل فنادق مدريد، وتوفير سيارات فخمة لنقلهم في وسط المدينة وضواحيها. ومع ذلك، رفضت إدارة الفندق نقل ما حدث بهذه الطريقة، علما بأنها امتنعت عن الإفصاح عن التفاصيل السرية حول الاتفاق المبرم.

وأشارت الصحيفة إلى أن فندق “فيلا ماغنا”، الذي تأسس سنة 1972، تملكه في الوقت الحالي مجموعة “دوغوس”. وخلال فترة إقامته في مدريد، حضر الوفد السعودي العديد من الفعاليات، من بينها مباراة ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي، وتنقلوا في حافلات فخمة تم استئجارها للغرض.

وأكدت الصحيفة أن العلاقات بين إسبانيا والمملكة العربية السعودية تشهد انتعاشا كبيرا، على المستويين السياسي والاقتصادي. وإلى جانب العلاقة الطيبة بين حكومتي البلدين، فإن هناك أيضا صداقة حميمة بين الملكين، إذ أن ولي العهد السعودي قد التقى بالملك فيليب السادس.

وأوردت الصحيفة أن عددا من الشركات الإسبانية تتواجد في شرق المملكة العربية السعودية، كما تشارك أخرى في إنجاز مشاريع البنية التحتية الضخمة، مثل القطار السريع بين المدينة ومكة، الذي تنفذه شركات “أو إتش أل”، “إندرا” و”رينفي”، إلى جانب شركات أخرى.

وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أن زيارة ولي العهد محمد بن سلمان ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية وتثبيت العقود المبرمة بين الطرفين، والدفع نحو عقد صفقات جديدة في المستقبل، مثل بيع سفن للمملكة العربية السعودية من إنتاج شركة “نافانتيا” المملوكة للدولة الإسبانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لله الحمد.من قبل ومن بعد لو ان ماينفق من اموال طائله على شعوبهم واوطانهم وهم الأحق بالانفاق ولو انهم خصصوا جزء من هذه الاموال على الوطن العربي وما جاورهم وعلى قضية العرب الاولى فلسطين لتغيرت امور كثيره مع حبنا واحترامنا لدولة اسبانيا الجميله…

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى