روايات إختفاء خاشقجي / عاهد العظامات

روايات إختفاء خاشقجي …والمماطلة التركية في كشف الحقيقة؟

أسبوعين على الحادثة ولا زال العالم يسأل: أين جمال خاشقجي؟ وما سر إختفائه!. وإن كان قد قُتل فأين هي جُثته، ومن هو الجاني الحقيقي؟ كل هذه الأسئلة وأكثر تفتقد للإجابات المقنعة في ظل عجز أنقرة والرياض من حسم الموقف وإظهار الحقيقية الجليّة للعالم الذي ينتظر النتائج النهائية، وما يُخيف العالم اليوم المماطلة التركية في كشفها المستور سيما وأنها سرّبت أدلة تُدين الرياض لكن ليس بالشكل القاطع، وبحسب ما يُصرح مسؤوليها أيضاً، فإنها تقبُض بين يديها أدلةً صوتية تُحاصر الرياض بما لا يدع مجالا للشك أنها الجاني، فلماذا هذه المماطلة وماذا تنتظر! وهل فعلاً أن أنقرة تخشى توتر العلاقات بينها وبين الرياض، ولا تريد لهذه القضية أن تكون بداية لأزمة حقيقية بين البلدين؟ هل تُفكر جدياً في لملمة الموضوع ووضع القضية ضد مجهول! وهذا بطبيعة الأمر لن يكون محطّ رضى العالم الديمقراطي.. أم أن الإنتظار ما هو إلا إعطاء فرصة للرياض لتعترف بذنبها إن كانت بالفعل قد إرتكبت هذا الخطأ؟

نحن نعلم أن بعض الأنظمة العربية تتصرف بغباء أحياناً ودون تفكير في ثمة أمور تنوي إفتعالُها، لكن ليس لهذه الدرجة التي تدع السعودية تُفكر بإغتيال وتصفية صحفي بوزن جمال خاشقجي داخل قُنصليتها وتُقطع جثته بهذه السهولة وببرودة. الرجل ليس معارضاً، وإن كان غير راضٍ عن سياسة بلاده حيال مُعظم القضايا على الساحتين المحلية والإقليمية, فإنه لم يشتم ولم يقذف، ولم تصل مطالبه لإزالة الحكم في السعودية، بل كان مُتزناً في طرحه، مؤدباً في إنتقاده، وهذا شيء لا يفترض أن يكون موضع إزعاج للحكام، بل على العكس فأن أي حاكم هو بحاجة لمثل هؤلاء العقلاء من حوله ليكون نقدهم له هي بمثابة جرعة إرشادية أو نصيحة عليه أن يتقبلها بكل صدرٍ رحب لتغيير مسار سياسته الخاطئة التي يعتقد أن صحيحة. اذاً على الحكام أن يتيقنون أن بدون وجود أصوات وأقلام هؤلاء فإن فأنهم سيكونون ضُعفاء إلى حد عجزهم عن النهوض بأنفسهم وأوطانهم.

نعود لجمال خاشقجي المُختطف أم القتيل أم المُقطعة جثته لا ندري في أي حال من هذه الأحوال هو الآن وكلُها تندرج تحت وصف مفقود إذا فإن البحث عن الجاني الحقيقي وإيقاعه بالأدلة الثابتة والقطعيّة هو ما يهمُ العالم في هذه الأوقات الحرجة من عمر القضية.. السلطات التركية من واجبها أن تعتبر قضية جمال خاشقجي قضية بحتية الإنسانية فإن فكّرت لمجرد التفكير بمنحى آخر يمكُن له أن يحفظ مصالحها فإنها ستكون ضليعة وشريكة في جُرم إختفاء الخاشقجي, وهنا لا بد أيضاً أن نُعرّج على تخاذلها في حماية الشخصيات العامة القاطنة على أراضيها, فبغض النظر عن محور وكيفية ومكان وقوع الحادثة فإن تركيا يجب عليها أن نعترف وتعتذر عن تقصيرها في توفير الحماية اللازمة لشخصية جمال خاشقجي لا سيما وأنها إعتبارية ومُهددة في آنٍ واحد إن لم يكن من جهة بلاده فبتأكيد جراءة جمال حيال العديد من القضايا العربية والعالمية كفيلة بأن تخلق له عداءات تريد النيل منه

ما يطلبه العالم اليوم الرواية قطعية الشكوك حول إختفاء جمال خاشقجي والإشارة للجاني الحقيقي سواء أكان هذا الفاعل أشخاصاً لا يمثلون إلا مصلحتهم من وراء هذا الفعل, أو حتى دولة بعينها ستخسر سُمعتها وأنسانيتها ومكانتها ما يجعل العالم لا يؤمن بكونها دولة تحفظ حياة الإنسان وتحمي حقوقه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى