ما سر الدموية التي مارسها الانقلابيون مع المدنيين الأتراك؟

سواليف

كشفت مقاطع الفيديو التي تم تداولها خلال الأيام القليلة الماضية عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في تركيا عن دموية كبيرة كان يمارسها الانقلابيون منذ اللحظة الأولى لانتشارهم في المدن التركية.

ولم يكتف جنود الانقلاب بإطلاق الرصاص في الهواء على المتظاهرين بل لجأ الكثير منهم إلى إطلاق النار بشكل مباشر على المواطنين الأتراك العزل الذين حاولوا محاورة الجنود في بادئ الأمر لإقناعهم بالعودة عن الانقلاب.

ولعل أكثر المقاطع دموية تلك التي بثتها السلطات التركية للإعدامات الميدانية التي نفذها الانقلابيون على جسر البوسفور الرابط بين الشقين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول حيث ارتكب الجنود مجزرة راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.

وفي مقطع آخر يظهر شاب تركي يصعد على دبابة للانقلابيين في أنقرة ويمسك بسلاح الجندي ويحاول انتزاعه بعد محاورته إلا أن الجندي أصر على الاحتفاظ بسلاحه وأطلق النار مباشرة على الشاب فأرداه قتيلا.

بل إن الرصاص وحده لم يكن كافيا لـ”يشفي غليل” الانقلابيين بحسب نشطاء أتراك فلجؤوا لدهس المحتجين بالدبابات حيث أظهر مقطع تعمد سائق دبابة قتل عدد من المدنيين بجنازير دبابته، وأظهرت لقطة صورها ناشط تركي أن الجثث شوهت بشكل أخفى معالم أصحابها بفعل دهس الدبابات.

الكاتب التركي إسماعيل ياشا شرح سبب الدموية التي مارسها الجنود الانقلابيون بحق المدنيين الأتراك، وقال إن جماعة فتح الله غولن “عبأت عقول الجنود الموالين لها بالحقد على المواطنين وأقنعتهم بأن هؤلاء خونة للبلاد ويجب التخلص منهم”.

وقال ياشا لـ”عربي21″ إن هؤلاء الجنود “أحرقوا كل السفن والمسألة عندهم كانت حياة أو موت ويريدون التخلص من كل من يعيقهم أو يقف أمامهم حتى لو كان الشعب نفسه”.

وأوضح أن “حال الانقلابيين واحد، فهم الآن في مصر يقتلون ويسجنون دون حسيب أو رقيب والانقلابيون كذلك في تركيا كانوا يأملون في أن تصل الأمور إلى النموذج المصري، وبدؤوا مبكرا في القتل لكن الشعب كسر شوكتهم”.

ولفت إلى أن جماعة غولن مارست “التخدير” المعنوي على أتباعها والتعليمات التي تصلهم من زعيم الجماعة الذي يصفونه بـ”المهدي” و”المخلص” تدفعهم لهذه الجرائم بحق المدنيين المتصدين للانقلاب.

وأشار إلى أن جماعة غولن تجهز نفسها منذ 40 عاما للانقضاض على السلطة، أي قبل وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة بسنوات طويلة وقاموا باختراق كل مؤسسات الدولة من أجل الهيمنة عليها وإخضاع الأتراك لحكمهم بعد السيطرة على السلطة.

ورأى “ياشا” أن تركيا كانت في طريقها لـ”محاكاة المشهد المصري لو نجح الانقلاب وكانت البلاد ستتحول إلى معتقلات كبيرة ومسالخ وتصفيات على الهوية”.

وشدد على أنه وعلى الرغم من القمع الوحشي الذي مارسه الانقلابيون ضد المدنيين العزل والشرطة المسلحة بسلاح خفيف إلا أن المواجهة كانت شديدة وقدم المدنيون نماذج قوية في التصدي للدبابات والرصاص.

ولفت إلى حادثة قام بها شاب تركي حين أغلق عادم إحدى المدرعات التابعة للانقلابيين بملابسه ما أدى إلى تسرب دخان محركها إلى الداخل وخروج الانقلابيين لينقض عليهم مجموعة من الشبان.

كما أشار إلى أن رجلا له أرض بجوار قاعدة عسكرية قام بإحراق حقله المزروع بالكامل من أجل التشويش على إقلاع الطائرات منها.

وعلى صعيد الخطوات التي تقوم بها السلطات التركية للتخلص من عناصر الانقلاب من داخل الدولة قال إن هذه الخطوة ربما تأخرت كثيرا لكن أصبحت أمرا لا بد منه.

وفيما يختص بمسألة الاعتقالات والأعداد الكبيرة التي تم إيقافها عن أعمال والقول إن هناك قوائم جاهزة أشار إلى أن الدولة بالفعل لديها قوائم بأسماء المرتبطين بكيانات إرهابية لكن بعض القضاة كانوا يتساهلون مع هؤلاء عندما يحولون إلى المحاكم لذلك تفشل محاولات الدولة بالتخلص منهم.
(عربي 21)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى