أولاد حيرتنا
لا تندهش يا نجيب مقالتي ستجيب وتبين لك السر الذي ألهمني لأستمد عنوانها من اسم رائعتك الخالدة ” أولاد حارتنا ” ..
مقالتي ستقول لك : أن حارتك هي حارتي منذ آدم عليه السلام ، خليط أولاد أنصاف ملائكة و أنصاف شياطين .. نتاج امتزاج الشر مع الماء والطين .. بنات و بنين أبوهم التاريخ .. و أمهم الجغرافيا .. و جدهم الدين .. بيتهم خيمة ، استظلت بها أمة رسم .. سادتها .. بهمة خطوط وسكك سير السلطة .. وحفرت آبار تطفيء ظمأ التسلط وتروي أهل القمة .. تركت من تركت في أعماق العتمة ولظى الظلم وسقطات الظلمة .. طرزت ، لكن بالدم المسفوك .. عجائب سلوك خلفاء .. ملوك .. من متقلد سيف الدين ، يتلمس مباركة المستشيخين للقيام بتصفية المعارضين له .. إلى حفنة من أشباه علماء وفقهاء حرموا نقد السلاطين .. وحللوا الطاعة المطلقة لولي الأمر حتى لو فعل كل منكر .. بشرط أن لا يعلن أنه ملحد أو كافر .. إلى مغتصب للسلطة بالحيلة على الأقارب وركوب القارب .. إلى .. إلى .. الخ …. آخ .. آخ ..
بأيهم سأبدأ يا نجيب .. البعيد أم القريب .. عشوائي أو بالترتيب .. فصامهم الغريب المريب ؟ .. و أي قاريء .. باحث .. طبيب ، سيطيب له تبني تركيب خلطة تذيب التكتلات .. وترفع الترهلات .. و ترقع شقوق التفرق والانشقاقات .. وتداوي الجروح والقروح المزمنة و تمحي آثار حروق الأزمنة ؟ ….. علل وأمراض نجمت عن شراهة وهمجية في تناول وجبات السلطة الفاخرة .. و طفاسة الوثوب على العروش وهوس التوريث الراسي للكراسي …. طرقات طريقي يا نجيب ملأى بالمصلين في المساجد ، الشاتمين لعلي بن أبي طالب خوفا من المغيرة بن شعبة المأمور .. تخترق أذني صرخات حجر بن عدي ضد الظلم السلطوي .. كيف لا يضرب عنقه وهو من أنصار علي ؟! ….
وازداد توهانا في طريقي الحالك الظلمة ، حين يخبرني ابن الكثير وغيره .. الكثير المتناقض عن طرق بديلة لطريقي المعتم .. المغتم .. المبتلى بالمطبات و الحفريات التي تسببت لي بالصداع والتصدع المؤقت .. فأجدني أضع قلمي وورقي لأتناول بعض المسكنات .. و سأترك لحين .. الجمل ( ومن ) حمل .. عبد مرور سريع على صفين .. أتأمل وجهها الحزين الباكي كربلاء .. لأهدي سلامي لسيد الشهداء .. استذكر بعض آلام حربه مع أهل الدهاء .. الذين عكفوا على استمالة الأقوياء بالشراء .. وللحديث بقية .. فطريقي متعرج طويل يلزمني أن أكون قوية للسير فيه بثقة وروية .. فعنوان المقال هو اسم روايتي التي تشغلني والتي سترسل رسالة للإنسان أن يطفيء نيران اشعلها من اشتغل بقتل الإنسانية
