عندما يخجل بوتين

مقال الخميس 28-12-2017
النص الأصلي
عندما يخجل بوتين
إنها لفرصة نادرة أن نرى وجه الرئيس الروسي “بوتين” يحمرّ خجلاً في مؤتمر صحفي..فقد تعوّدنا ان يردّ على الأسئلة ببرود وينفي الاتهامات ببرود ويفنّد لادعاءات بوجه أصفر لا تستطيع أن تستخرج منه علامة واحدة من علامات الغضب والرضا والصدق أو التدليس..لكنه شعر ببعض الخجل أخيراً..
في مؤتمر صحفي عقده مع إعلاميين روس مؤخراً كان يجيب “بوتين” بمنتهى الهدوء على أسئلتهم واستيضاحاتهم ، إلى أن لمح لافتة مكتوب عليها “باي باي بوتين” فتوقّف عن الكلام قليلاً وقال للصحفيين لحظة هناك مكتوب بيد الشابة الصحفية “باي باي بوتين” مستغرباً بينه وبين نفسه أن تُحمل مثل هذه اللافتة قبيل الانتخابات الرئاسية الروسية سيما انه أقرّ بعدم بوجود منافسين أقوياء له على كرسي الرئاسة..وعندما انتبهت الفتاة لمداخلة الرئيس رفعت اللافتة العالية ليتّضح ان العبارة “بابا بوتين” أو بوتين الأب..فخجل بوتين من هذا الموقف وألقى اللوم على عينيه الصغيرتين..
غريب أن يخجل الرئيس على مستقبله السياسي بسبب لافتة ، ولم يخجل من ألاف جثث الأطفال التي نثرت في الأرض بغارات عشوائية لم تفرق بين مدني ومسلّح، غريب أن يخجل من حبر أحمر كتب على ورقة تأييد منخفضة ،ولم يخجل من دم أكثر حمرة كتب على الأكفان في موجة تنديد مرتفعة ، كل المجازر التي ارتكبت وهدايا السوخوي في رمضان وأعياد الميلاد التي نزلت على رؤوس الآمنين لم تنجح في رفع مستوى الدم في وجنتيه بينما لافتة واحدة قرأت خطأ أخجلته وأشعرته بذنبه..وجه الطفل عمران الذي تلوّن بدمائه بعد قذيفة عمياء ، الطفل عبد الباسط سطّوف الذي فقد رجليه وصاح للعالم كله “يا بابا شيلني” الم يشعراه بالخجل؟..

على كل حال على ما يبدو لقد استهوت الرئيس الروسي الطريقة العربية في الرئاسة ،جلوس مدى الحياة ، وانتخابات شكلية ترضي الدستور والمنادين الالتزام به ، اختراع منافسين على “قيد الحال”..والنتيجة رئاسة مدى الحياة بديمقراطية مفصّلة على المقاس..

الجمهورية العربية الروسية ترحّب بكم!!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى