عناصر قوة الأردن اليوم / عمر عياصرة

عناصر قوة الأردن اليوم
أن تختلف مع الرياض وواشنطن معا، في ذات التوقيت والمضمون، ليس بالامر السهل على الاردن، لكنه شر لابد منه، اذا ما تعلق الخلاف بمسألة وجودية اردنية مرتبطة بالقدس ومآلات التسوية.
ازعم ان الاردن لا يمكنه مغادرة تحالفه التقليدي، لكنه يملك قدرة التأثير فيه، كما حدث بعد زيارة الملك للرياض، وكلمة الملك سلمان التي اعلن بوضوح فيها ان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فخروج الرياض عن الصمت المحايد بعد اعلان ترامب، يمكن اعتباره منجز اردني حقيقي.
كما ان الاردن، بعد خبرة الايام الماضية، اثبت قدرته على رفض مسلمات مفترضة للتحالف التقليدي الذي ينتمي له، بل اثبتنا اننا نملك تصورا لخصوصيتنا الوطنية ومصالحنا الحيوية الاستراتيجية.
عناصر قوة الاردن متنوعة، اهمها: فهمه وتفريقه بين التكتيكي والاستراتيجي المتعلق بمصالحه الوطنية العليا، وعند الاستراتيجي لا يساوم ولا يركع ولا تؤثر عليه المؤثرات.
من عناصر قوة الاردن ايضا، داخله المنسجم مع الرسمي، فرغم الازمة الاقتصادية، والقرارات غير الشعبية للدولة، الا ان الملك يعيش افضل فتراته فيما يتعلق برضا الداخل وقبوله.
هذا الدعم من الجمهور الاردني، يشكل نصيرا حقيقيا لموقف الدولة المتباين عن حلفائها، فهو يغذي اعتبارات التفهم لدى الحلفاء، ويجعلهم اكثر حذرا من احتمالات خروج الاردن الى حلف آخر.
عنصر آخر لقوتنا يأتي من فهمنا لطبيعة السياسة الاميركية، فواشنطن تسمح في الغالب لحلفائها ان يتدافعوا ويختلفوا ( قطر والسعودية )، ويسرها مراقبة ذلك واستثماره، وهنا استغل الاردن الحدث واعلى من وتيرة رفضه ونقده لبعض العواصم العربية.
تركيا، عنصر قوة حقيقي لنا، فلسنا مضطرين للتحالف معهم بكل الملفات، لكن في موضوع القدس، هناك حماسة تركية، وسقف لا نملكه، لكن يمكن استثماره والبناء منه وعليه.
نعم نحن نعيش خيارات صعبة وظروف معقدة، لكننا بالمقابل نملك ان نتحرك، فالحياد في بعض القضايا سيكون اثره سلبي، واثبتت الدبلوماسية الاردنية في قضية القدس الاخيرة ان «في الحركة بركة».

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى