
أجرى الحوار – وليد خلف
لطيفة و مرحة , هذا هو الانطباع الأول الذي يأخذه الناس عن أريج نشاشيبي الاعلامية الاردنية الشابة التي استطاعت ان تٌكون لنفسها قاعدة جماهيرية واسعة في الوطن العربي لم تقتصر على بلدها الام “الاردن” و لا على البلد التي عاشت فيه معظم عمرها “الامارات” بل استطاعت بشعبيتها ان تغطي الدول العربية من شرقها حتى اقصى غربها .
لطيفة و مرحة , يجب ان نتفق على ذلك جيدا لكن ليست هذان الصفتان هما فقط ما يجب ان تعرفهما عن أريج , فأريج ذكية جيدا لدرجة أن كل ما ستراه مرتبطا بها على مواقع التواصل الاجتماعي يكون مدروسا جيدا و إن كان بسيطا , ذكاء أريج يجعلها أيضا طموحة جدا , فطموحها الذي بدأ منذ الصغر أوصلها من قارب “فيكم الخير” الصغير إلى ما هي عليه اليوم حتى أصبحت أيقونة في عالم الموضة و التجميل و ما زالت تحتفظ برونق اعلامي مبهر قد يكتب لها في نجاحا مختلفا في الفترة القادمة .
أريج حلت ضيفةً علينا في سواليف فكان لنا معها الحوار التالي :
دعينا نبدأ بالحديث عن اريج الاعلامية ، الى اي درجة كان الاعلام مهما في حياتك و هل كان حلما بالنسبة لك العمل في هذا المجال ؟
الاعلام بالنسبة لي كان حلم الطفولة, منذ طفولتي و أنا اشعر أن لدي شغف كبير تجاه الاعلام حتى عندما يسألني اي شخص ماذا ستصحبين عندما تكبرين كنت اجيب “مذيعة” , لذلك لم اتردد في دخول كلية الاعلام و الامر كان ممتعا جدا بالنسبة لي .
كيف يمكننا وصف اريج اليوم ، هل اريج المدونة ام اريج الاعلامية ؟
بصراحة لا اعتقد انه يمكنني وصف نفسي بنفسي, السبب يعود إلى أن الامر لم يعد واضحا اليوم قد نشاهد الممثل يغني و يقدم البرامج و يقوم بأكثر من دور أرى أن الامر بات اصعب اليوم في السابق كان الامر اوضح بكثير فتعدد الادوار كان نادرا و يمكن وصف صاحبه بالشيء الرئيسي الذي عرف من خلاله .
بالنسبة لي كأريج لا أجد فرقا كبيرا بين الاعلام و المدون اليوم بات المدون اعلامي ايضا و لكن في النهاية كما قلت لا يهمني كثيرا الوصف ما يهمني هو ان يكون ما اقدمه للناس محبوبا لديهم و يضيف قيمة و ان كانت بسيطة الى حياتهم .
عملتي هنا لفترة قصيرة ماذا ينقص الاعلام الاردني ليكون الافضل عربيا ؟
بصراحة وليد لا اجد نفسي في مكانة مناسبة لأقيم الاعلام الاردني بشكل عام, و لكن سأتحدث عن رأيي بوضوح الاعلام الاردني يفقتر إلى العامل المادي اليوم حتى يصل الاعلام الى الناس يحتاج إلى ضخ المال بشكل كبير و الامر اصبح تنافسيا بطريقة كبيرة جدا و المنافسة تزداد صعوبة مع مرور الوقت و تطور الاعلام .
دعينا نتحدث قليلا عن شغفك في عالم الموضة ، هذا المجال يشهد تنافسا كبيرا بين العديد من خبيرات الموضة في الوطن العربي ، كيف بدأتي العمل في هذا المجال ؟ ما الذي يميز اريج عن غيرها منهم ؟ و الى اي درجة يعد هذا العمل صعبا ؟
ربما جوابي لن يكونا متوقعا و لكن لم تخطر فكرة العمل في مجال الموضة في بالي يوما ما , اعتقد ان هذا المجال هو من اختارني و ليس العكس , الامر بدأ يتضح لي خلال فترة عملي كمذيعة لم اكن اتقبل ان يختار لي شخص اخر ملابسي كنت دائما احب ان اختارها بنفسي و لا اقتنع برأي شخص اخر فيها بسهولة و مع ذلك ايضا لم يكن الامر ببالي حتى ذلك الوقت .
الامر كان صدفة بحتة منذ بداياتي في الاعلام و تحديدا في برنامج “فيكم الخير” كانت تصلني الكثير من التعليقات حول اختياري للملابس الكثير منها كان ايجابيا هنا اتضح لي الامر و مع مرور الوقت اصبح الكثير يسألني عن اختياراتي و اصبح الكثير منهما يستشيرونني ايضا ربما هذا هو ما شجعني لأخطو هذه الخطوة و اشعر ببعض الثقة .
ما يميزني اعتقد انني ثقفت نفسي كثيرا في هذا المجال لم اترك الامر يأتي بشكل عفوي فقط و صدمت صراحة بأن هذا المجال واسع بشكل كبير جدا و يحتاج إلى درجة عالية من الثقافة المرتبطة به لذلك هو صعب جدا بصراحة و يحتاج الى الكثير من الجهد .
هل تحسين بمسؤولية تجاه متابعينك قبل نشر اي صورة او الادلاء باي نصيحة ام انك تتعاملين مع الامر على انك اريج التي تريد اظهار نفسها كما هي دون تحمل مسؤولية من يتبعها ؟
صراحة الأمر يحتاج إلى ايجاد نقطة الاتزان بين ما ذوق اريج و اختياراتها و ما يعجب الناس , لأن الموضة تتغير يوما بعد يوم و الاذواق كذلك بأريج قبل ثلاث سنوات ليست كأريج اليوم بالتأكيد لذلك الامر صعب جدا و ارضاء الجميع فيه صعبا, بالاضافة الى المنافسة الكبيرة بين العاملين بهذا القطاع و الامر في الحقيقة صعبا جدا و يحتاج الى جهد كبيرا لتكون دائما على الخط الصحيح .
و بالتأكيد احس بمسؤولية كبيرة تجاه كل ما يتابعني و يستشيرني , بطبعي لا احب تحمل مسؤولية شيء لست متأكدة منها , و لكن اكون مجبورة على الاخذ ببعض من المخاطرة لانه الامر لا يخلو من ذلك مهما حاولنا لكنني حريصة دائما على ان اقدم لكل ما يتابعني ما انا متاكدة منه لاقصى درجة ممكنة .
اذا كان حديثنا عن اريج سنتحدث عن زوجها الدكتور منذر بالتأكيد ، حدثينا عن لقائكما الاول و الى اي مدى كان تأثير منذر ايجابيا على حياتك ؟
لقائي الاول بمنذر كان مصادفة, كنت ذاهبة إلى شريكه في العيادة في زيارة علاجية و التقيت به هناك للمرة الاولى و تعرفنا على بعض بعد ذلك اللقاء بشكل اكبر , من يعرف منذر جيدا يعلم الى اي درجة هو شخص ذو اثر ايجابي على كل من يحيط به .
منذر هو واحد من اهم اسباب نجاحي في حياتي العملية و ما لا يعرفه الكثيرون هو ان معظم الصور التي انشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يلتقطها منذ لي بنفسه هو شريك نجاحي و يجعل الامر اسهل دائما و لا يجعلني اشعر انني اعمل بقدر ما انه تسلية لكلينا لذلك اعتقد ان منذر اثر على حياتي ايجابيا بشكل لا يوصف .
دعينا نتخيل لو لم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي حتى يومنا هذا اين كنا سنرى اريج اليوم ؟ و هل كان ذلك سيدفعكِ للسعي في العمل بالاعلام المرئي بشكل اكبر ؟
اعتقد انني كنت سأكمل عملي في الاعلام المرئي , لكن مشكلة الاعلام المرئي انه لا يعطيك تلك المساحة الواسعة لاظهار نفسك كما هو الحال على مواقع التواصل الاجتماعي مشكلة الاعلام المرئي في الوطن العربي انه مسيس بشكل عام و يضعك بداخل قالب واحد يصعب مغادرته نعم لا انكر شغفي فيه و لكن في الحقيقة المساحة و الحرية التي تعطيها مواقع التواصل الاجتماعي هي ما جعلت الاعلام المرئي مهملا اليوم و في طريقه الى الانتهاء .
لو عدتي بالزمن خمس سنوات الى الوراء ، ما النصيحة التي كنتي ستعطيها لاريج في ذلك الوقت ؟
كنت سأطلب من أريج أن تعطيني بعض من قوتها و شغفها الذي افقتدهما اليوم , بصراحة وليد مع تقدمي في العمر بت اشعر انني اقل قوة و اقل جرأة في اتخاذ قراراتي اليوم اتخاذ قرار خاطئ يكلفني اكثر بكثير مما كان يكلفني عندما كنت في بداياتي , اعلم ان الامر طبيعي و لكنه منزعج احيانا لذلك اتمنى ان اعود كما كنت في الكثير من الامر .
هل هناك شخصية معينة تراها اريج قدوة بالنسبة لها ؟ و لماذا ؟
لا يخطر على بالي احد من حياتي اليومية , و لكن ان كان علي الاختيار سأختار الملكة رانيا العبدالله بالتأكيد فأنا أرى فيها المرأة الشغوفة و المتطورة , تعجبني كثيرا كأم و اعشق اناقتها و احب كثيرا كيف تعطي صورة رائعة للاردن و نجاحاتها دوما مصدر شغف لي .
قبل ان اختم ، ما هو الحلم الذي ما زلتي تسعين الى تحقيقه اريج ؟
احلامي لم تعد مرتبطة بهدف معين اضعه في مخيلتي كما كنت في السابق , ففي السابق كنت اقول اريد ان اصبح في مكانة معينة و اقدم ذلك البرنامج و اجري حوارا مع ذلك الشخص , اليوم نظرتي للحلم تغيرت ما يهمني حقا هو ان ابقى دائما قادة على مواكبة كل ما هو جديد .