كارثة العلامات

كارثة العلامات ام علامات الكارثة..
قاسم الزعبي

استهجن الأردنيون قبل عدة ايام النتائج العالية التي حصل عليها طلاب الثانوية..

لابد أن يستذكر هؤلاء الطلبة معاناتهم وبعدهم عن المقاعد الدراسية ذات مستقبل.. اذ سيحدثون الجيل اللاحق أنهم خريجو ثانوية الكورونا التي دخلت عليهم دون استئذان…

لقد كان فيما سبق هيبة كبيرة للتوجيهي الأردني… وذلك من تشديد في الرقابة على الطلبة… ومن اجبار المعلمين على اداء القسم قبل المراقبة… واحتساب الدرجة كاملة للوزارة دون تدخل المعلمين… الامر الذي جعل من التوجيهي وسواسا قهريا لأهالي الطلبة قبل الطلبة أنفسهم…

مقالات ذات صلة

وحتى نكون منصفين فلا بد من استعراض شيء مما حصل في سنة ٢٠٢٠ يخص التعليم في الاردن… فقد شهدت الاردن مجاذبات بين وزارة التربية ونقابة المعلمين تبعه إضراب بسبب الهجوم غير المبرر من وزارة الداخلية على المعلمين واعتقالهم… ثم مالبث أن عادت الأمور لمجاريها بعد أن وقف الشارع الأردني مع مطالب المعلمين… في حين تعهدت النقابة بأن تكمل سر العملية التعليمية وتعويض الطلاب مافاتهم من إضراب …

لم يقف الأمر ههنا فحسب.. بل دخلت كورونا وعطلت شتى مجالات الحياة نتيجة التباعد الجسدي الأمر الذي فرض التعليم عن بعد كتقنية تربوية بديلة….

وزارة التربية تداركت الأمر وفرضت التعليم عن بعد… ثم مالبثت أن حددت موعدا لاختبارات التوجيهي والذي كانت نتائجه كارثية بحسب اراء التربويين وسعيدة جدا ومنصفة بحسب اراء الطلبة وأولياء أمورهم.. ذلك أنهم ساروا على مبدأ رب ضارة نافعة..

نتائج التوجيهي لم تحمل في طياتها كارثة علامات.. بل كانت علامات لكارثة سنقطف شوكها ولات مناص من ذلك..

اليوم سيستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون على مقاعد الجامعة…وسيفرض الربح نفسه على طلب العلم… وسيرهن الاردنيون بيوتاتهم لتدريس أبنائهم.. وستحيق البنوك بنا قروضا وكمبيالات.. فهم محقون.. فكيف لابنهم الحاصل على ٩٨ أن يدرس غير الطب والهندسة والصيدلة؟

على مدى سنوات قادمات ستشهد الأردن ركودا فوق ركودها.. وبطالة فوق بطالتها… وعجزا فوق عجزها.. فكيف لا وقد حصل ٧٨ طالبا على درجة ١٠٠٪…والاف مؤلفة فوق ال٩٠٪..

إذن..فما حصل هذه السنة سيكون علامات كبرى لكارثة قادمة… لم يسبق الاردن وان شهدها فيما مضى…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى