الوقاية من فايروس الكورونا اجتماعي ايضا..

الوقاية من فايروس الكورونا اجتماعي ايضا..
ا.د حسين محادين

صحيح أن التوعية والتشخيص العلمي لأعراض الاصابة بالكورونا أمر طبي محض كأساس، لكن مستوى الوعي الاجتماعي الثقافي المسبق للجمهور الاردني وهو صاحب نسبة مرتفعة وعيا وتعليم ، وترابط ما سبق مع طبيعة العادات الاجتماعية ، وسِعة انتشارها وقوة إلزاميتها لدى العموم في بلدنا ، مما سيساعد وبقوة في الحد من فرص انتشار هذا الفايروس الوبائي ومنها :-
1- الاكتفاء بالسلام الشفاهي بين الأفراد وفي كل المناسبات والملتقيات، اي الاكتفاء بالتحية عبر الكلام او بالأشارة فقط دون الاحتكاك الجسدي المباشر كالمصافحة أو العبط مثلاً.
2-لأن طبيعية وعادات تناول الطعام لدينا في المناسبات الاسرية والعامة، تقوم على فأن فكرة”لمّة” العيلة اي عدم ترك مسافات معقولة بين الجالسين حول السدور، وهي كعادات الأكثر انتشاراً مثل التحولق حول
المناسف وغيرها، لذا فأن استخدام الصحون والمعالق والأوراق الصحية لكل فرد لوحدة كبديل عن الجمّعة أو التلاصق الجسدي عند تناول الطعام في المناسبات الأسرية والعامة أصبح ضرورة وبالتالي لابد من الاقِدام على نخليها عن بعض العادات المهددة بصحتها أفرادا وجماعات.
3- أكدت معظم الدراسات العلمية أن الخوف الداخلي لدى الافراد، يدفع جسم الخائف إلى أفراد مواد تُضعف جهاز المناعة لدية، وبالتالي فأن انتشار الخوف الجمعي- لا سمح الله – من هذا الفايروس يضعف المناعة الكلية لأفراد ومؤسسات المجتمع المختلفة،او يمكن أن تحتلنُا حالات الإحباط واليأس من إمكانية التغلب على هذا العدو المرضّي المعولم والعابر اللجغرافيا والاديان ،اللغات والثقافات، والعادات الاجتماعية لذا فأن لكل مجتمع خصوصيته في اتباع ما يتناسب مع زيادة فرص الوقاية من انتشار هذه الآفة المعدية بين البشر بالملامسة والتلاصق.
4 – على أولياء الأمور في : –
الأسرة والوزارات والقادة المحليين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين ووسائل الإعلام المختلفة وخصوصا التفاعلية منها ، أن تقوم وبصورة متزايدة ومتنوعة الاساليب بالتوعية والعمل على رفع مستوى التفاؤل الحقيقي لدى الاردنيين، اي تفعيل قيم التكافل كقيمة أساسية في ثقافتنا والقائلة، أن كل مواطن أردني بحكم ثقافته واي كانت بالوطن ومميزاته هو شخص إيثاري لأهله وربعه، وبالتالي فهو متعاون بحافظ كل منا على نظافته الشخصية اولا، والالتزام بالنصائح الطبية الوقائية والعلاجية، التي تبثها الجهات الطبية والرسمية حفاظا على الأفراد والجماعات وبيئة مجتمعنا الكلية.
5- أن تفعيل رياضة المشي الفردي والابتعاد راهنا عن التدخين والاراجيل، والنوم لساعات كافية ليلا على وجه التحديد وليس نهاراً، انما تساهم جميعاً في زيادة تقوية جهاز مناعة الافراد، خصوصا وأن فايروس الكورونا لا ينتشر عبر الهواء كما تؤكد دراسات ونصائح العلماء والمختصين بالشأن الصحي.
واسأل الله ان يحمي اهلنا الطيبون في اردننا الحبيب وكل البشر على وجه هذه الأرض الارحب.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى