سنديان الروح
شعر: عبدالرحيم جداية
(إلى روح سنديانة عشيرة الجدي الشيخ الجليل عيسى بن مجلي بن عويد الجدي الذي أسلم أنفاسه لبارئها فجر يوم الخميس 17/12/2015م)
عيناكَ دفءَ الشمسِ في الأفقِ
فاحرسْ بعينيَّ الندى قلقي
قلبي رسولُ الفجرِ يا أبتي
حين استعاذَ الليلُ بالفلقِ
وأبي يزورُ الدارَ مفتقداً
صِنواً بهيَّ القلبِ عاشَ نقي
عيسى النخيلُ بكفهِ زمنٌ
فنجلَّت الأيامُ في الحبقِ
لمّا بكى الأحفادُ غيبتهُ
فبكى مع الدحنون والنبقِ
يا شيخُ أنتَ النورُ تغمرنا
فاضَ الصباحُ فنمتَ في الحدقِ
أرّقتَ عيني حينما عبرتْ
حبلى العيونِ تفيضُ بالودقِ
أسلمت عيني للمدى نظرتْ
ما للعيونِ تنوحُ للرمقِ
ما للشفاهِ بسحرها ابتهلتْ
كي ترسمَ الآياتِ بالورقِ
فوقَ الحواسِ ترفّعت وعلتْ
كي تنتشي الأنوارُ في الأفقِ
فتصاعدتْ جذلى يطهرها
من طينها والماءِ والخَلَقِ
فتشكلت بالنورِ جنّتَهُ
ليعانق الفردوسَ بالعبقِ
يا شيخُ هذي الروحُ قد وردتْ
وِردَ الإلهِ بطاهر العَلَقِ
فنثرتُ ملءَ الكونِ أدعيةً
يا شيخُ كمْ جمّعتَ من مِزقِ
كفّاكَ حِرزٌ حين تغمرنا
أو تنبت الأرواحُ في الشفقِ
زيدٌ يذود الأرضَ من ظُلمٍ
والعينُ كم ترنو لمصطلقِ
إنِّي عرفتكَ وارفاً جبلاً
يا سنديان الروحِ فأتلقِ
عَمّاهُ هذي الأرض ما وسعتْ
وهل تصونُ الأرضَ قلبَ تقي
فلتصعد الأرواح واهبها
ولتعبرَ الأرواحُ للألقِ
إيدون تنعى اليومِ طائرها
صمّا تئنً اليوم في الطرقِ
يا شيخ رتّلْ في مسامعنا
ترياقنا من سورة الفلقِ
*هوامش
– زيد: هو زيد بن عمر بن نفيل من الأحناف قبل البعثة النبوية.
– المصطلقي: من الأحناف قبل البعثة النبوية.
– إيدون: بلدة الشيخ الجليل عيسى الجدي.
– صمّا: بلدة أقارب الشيخ الجليل عيسى الجدي.
– “يا شيخ رتّل سورة الفلقِ” : مطلع قصيدة “الرمثا قصيدة” لا تكتمل للشاعر الدكتور حربي المصري.