مغترب للذبح / محمد بني أحمد

مغترب للذبح
وعندما تدق ساعة الحقيقة وتدرك بأن الفراق لابد منه ،يتنازع بداخلك أنين الفراق وتلك الضحكات الممزوجة بدموع الألم … دموعا تخالطها دماء القلب من فرط تلك الاهات المكبوتة ، يتوقف حينها الوقت وتستقر الصورة في ثنايا العقل الخاوي لتبقى ذلك الشيء الذي كلما تحركت اخرج صوتا يقول انا هنا ، انظر وابدأ بالبكاء … كل هذا ،لماذا؟؟
من حكم علينا بالسجن المؤبد في ثنايا الغربة من دون ادنى ذنب ؟
وما ذنب اطفالي ليعيشو ايتاما” وما مات والدهم بعد؟
و ما ذنب تلك الارملة التي ما مات عنها زوجها ؟
وأي ذنب اقترفتما يا والداي حتى صار محرما عليكما رؤية اولادكما متحلقين حولكما ؟
كم اكرهها تلك اللحظات حيث يحسد الناس رجلا ميتا كان قد حزم حقائبه ليغدو الى المجهول المظلم ، عازما ان يشن حربا لا يلقى فيها من يضمد جراحه إذا جرح ،ولا من يمسح دموعه الحارقة إذا ما باغتته الذكريات السعيدة المؤلمة.
كم اصبح قلبك قاسيا يا وطني حتى لفظتني خارج اسوارك مشردا على اعتاب اللامكان ،تائها غير مدرك لأجمل الاوقات التي تسرق من عمري وعمر اطفالي البائسين ..
ليت الخيار كان بايدينا وليتنا لم نكن مجبرين على اختيار المر لكي لا نتجرع الاكثر مرارة ..وليتكم كلكم تعانون ما نعاني يا من اجبرتمونا على الرحيل . هنيئا لكم وطني، وهنيئا لكم سهراتكم العائلية في قصوركم الفاخره وأولادكم حولكم يلعبون .
وأنت يا (اردن) اقول لك:
‘ والله أنك احب أرض الله إلي، ولولا انهم اخرجوني منك ما خرجت’

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى