كيف هرب “الجهادي جون” من بريطانيا إلى سوريا؟

سواليف

قدم مقاتل بريطاني مع تنظيم الدولة سجلا مفصلا لكيفية انتقاله مع مقاتل تنظيم الدولة المعروف، محمد إموازي، المعروف بـ”الجهادي جون”، من بريطانيا عبر أوروبا إلى سوريا بجوازات بريطانية، رغم كونهم مراقبين وعلى قوائم الإرهاب.

ومحمد إموازي، هو المسلح الذي كان يظهر في مقاطع تنظيم الدولة وهو يقطع الرؤوس، وأصبح معروفا باسم الجهادي جون، وكان غادر بريطانيا مع صديقه الذي لم يسمّ، بداية 2013، دون لفت نظر السلطات، بحسب صحيفة “التلجراف” البريطانية.

وقال الكاتب الذي رافق إموازي لمجلة “دار الإسلام”، التي تصدر شهريا عن تنظيم الدولة، إن المسلحين سافرا في شاحنة تحمل المهاجرين، عبر طريق معروف لتهريب البشر، ومنها إلى مدخل لسوريا.

وقال المقاتل إن كل منهما كان يحمل معه 30 ألف يورو نقدا، مضيفا أن “المشكلة الرئيسية كانت مغادرة بريطانيا دون أن تكتشفنا شرطة الحدود؛ لأن أسماءنا هناك، وقد نعتقل على أي نقطة خروج من البلاد، ولذلك تجنبنا المطارات والمحطات والمعابر الرسمية”.

وأوضح أنهما غادرا بريطانيا في الشاحنة؛ إذ إن القيود على دخول بريطانيا ليست كما هي عند الخروج، ثم ذهبوا إلى فرنسا، ومنها إلى بلجيكا، حيث حلقا لحاهما، وسافرا إلى ألبانيا باستخدام جوازاتهما الرسمية، في حين سخرت “التلجراف” قائلة إن المخابرات البريطانية “الواثقة من نفسها” لم تشارك معلوماتها مع السلطات البلجيكية.

وتابع مرافق إموازي، بما تنقله “التلجراف”، بقوله: “في ألبانيا، قدمنا جوازاتنا، واستطاع أبو محارب (اسم إموازي داخل التنظيم) المرور دون مشاكل، إلا أنهم تفحصوا جوازي، وسألوني لماذا أنا في ألبانيا، فقلت لهم إنه مرور إلى اليونان، فسمحوا لي بالعبور”.

وفي ألبانيا، ساروا لأيام عبر التلال إلى قسطوريا في اليونان المجاورة، ثم ذهبوا باستخدام حافلة إلى مدينة ثيسالونيكي، ومن هناك أخذوا قاربا إلى تركيا، حيث التقوا أحد عملاء تنظيم الدولة، الذي ساعدهم بالتهريب إلى سوريا.

من هو المرافق؟

وأشارت “التلجراف” إلى أن خبراء الإرهاب يتوقعون أن صاحب الشهادة هو مساعد إموازي إبراهيم ماجاج، الصومالي الذي ولد في لندن، والذي اختفى نهاية 2012، عندما استطاع الهرب من إجراءات التحقق والوقاية من الإرهاب، بعد أن فك السوارة الحديدية التي تتعقبه.

ماجاج، الذي كان يعمل سائق قطار، سافر مسبقا إلى الصومال للتدريب، وشارك بجمع أموال لحركة الشباب الإسلامية، التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال.

وفي الوقت ذاته، في عام 2009، حاول إموازي السفر للانضمام إلى تنظيم الشباب، إلى أنه أوقف في تنزانيا وأرجع لبريطانيا.

وقتل إموازي، الذي تصدر أغلفة إصدارات تنظيم الدولة بعد أن ظهر وهو يقتل رهائن بريطانيين وأمريكيين ويابانيين، في تشرين الأول/ نوفمبر بغارة جوية في الرقة، ويعتقد أن شريكه ما زال حيا في سوريا أو العراق.

أسئلة على الرقابة

ويترك هذا الادعاء أسئلة على رقابة إموازي، 26 عاما، الذي كان لأعوام على قائمة مراقبة الاستخبارات البريطانية والأسكتلندية، وقوائم منع السفر.

والتفتت السلطات البريطانية إلى إموازي في عام 2009، بعد أن ظهر أنه على علاقة بأحد المدانين في تفجيرات مترو وباصات لندن، في 7 تموز/ يوليو 2005.

ووضعت السلطات إموازي على مؤشر تحذيرات وزارة الداخلية، وكان معرضا لمنع السفر، ثم صنف لاحقا على أنه شخص “ذو ملف منخفض”.

وتخلت المخابرات البريطانية في 2011 عن تعقب من تسميهم “الأطراف”، مثل إموازي، وحولت انتباهها لتأمين أولمبياد 2012 في لندن.

مشاركة المعلومات الاستخباراتية

ومنذ هجمات باريس وبروكسل، ضغط الاتحاد الأوروبي لتحسين مشاركة المعلومات الاستخباراتية بين دول الاتحاد الأوروبي التسع عشرة، التي تواجه تهديدات من تنظيم الدولة.

وترفض معظم الأجهزة الأوروبية مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع البلدان الأخرى، حتى مع الاتحاد نفسه، ما يؤدي لغياب معلومات ومرور أشخاص عبر القارة.

وتلقت بلجيكا، التي تشهد أكبر عدد من المهاجرين لتنظيم الدولة في أوروبا، عددا كبيرا من الانتقادات بعد هجمات المطار؛ بسبب فشلها الاستخباراتي والأمني الأخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى