ترامب يريد تشكيل “ناتو عربي” مكون من أربع دول .. تعرف عليها وعلى مهامها

سواليف _ هاف بوست عربي

قالت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء، 17 مايو/أيار 2017، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعرض عندما يصل إلى الرياض هذا الأسبوع رؤيته لتشكيل هيكلٍ أمني إقليمي جديد، يطلق عليه مسؤولو البيت الأبيض “حلف الناتو العربي”، لتوجيه الحرب ضد الإرهاب ومقاومة التمدد الإيراني. وكجزءٍ أساسي من الخطة، سيعلن ترامب أيضاً عن واحدةٍ من أكبر صفقات بيع الأسلحة في التاريخ.

الناتو العربي

فكرة تشكيل “حلف الناتو العربي” وفق واشنطن بوست كانت تُطرح وتُناقش على مدار السنوات الماضية، ودائماً ما كانت تحظى بدعمٍ سعوديٍ قوي، ولكن حتى الآن لم تؤيدها الحكومة الأميركية بشكلٍ صريح. وقال مسؤولون إنَّ هذا المفهوم يتفق مع ثلاثة مبادئ رئيسية لسياسة ترامب الخارجية “أميركا أولاً”، وهي: الحرص على تدعيم القيادة الأميركية في المنطقة، وتحويل العبء المالي المُتعلق بالأمن إلى الحلفاء، وتوفير الوظائف الأميركية للمواطنين الأميركيين (من خلال صفقاتٍ ضخمة لبيع الأسلحة).

ووفقاً لما ذكره مسؤولون، فإنَّ الرئيس الأميركي يبحث عن إجابة السؤال حول كيفية إمكانية تسليم الولايات المتحدة الأميركية في نهاية المطاف المسؤولية الأمنية في المنطقة إلى الدول الموجودة بها.

وذكرت تقارير من المنطقة عن النقاشات المُبكرة حول المشروع، أنَّه بالإضافة إلى السعودية، فإنَّ المشاركين المبدئيين في الائتلاف سيتضمنون الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والأردن، في حين تلعب الولايات المتحدة الأميركية دوراً تنظيمياً وداعماً مع بقائها خارج التحالف.

واعترف البيت الأبيض بأنَّ كثيراً من التفاصيل حول كيفية عمل التحالف الجديد ما زالت قيد العمل، حيث إنَّ دول المنطقة تحمل ضغائن تاريخية عميقة تجاه بعضها، كما أنَّها لا تتفق حول بعض القضايا الرئيسية، بما في ذلك مستقبل القضية السورية. وفشلت الجهود التي بذلتها مصر عام 2015 لإنشاء قوة قتالية عربية نتيجةً للنزاعات بين الدول المعنية.

وقد شهد التحالف السعودي الأميركي اضطراباً منذ ما اعتبرته الرياض انسحاب أوباما من المنطقة، وميله الملحوظ نحو إيران بعد انتفاضات الربيع العربي عام 2011، وعدم التحرك بشكل مباشر ضد الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.

مهد الإسلام

ويحرص المسؤولون الأميركيون والسعوديون على تسليط الضوء على الرمزية الكبيرة في اختيار الرئيس الأميركي أن يكون مهد الإسلام أول محطة له، بدلاً من كندا والمكسيك المتاخمتين للولايات المتحدة.

ومن المقرر أن يحظى الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستقبال أفضل مما استقبلت به المملكة سلفه باراك أوباما، الذي اعتبرته الرياض متساهلاً مع إيران، أكبر خصومها، وصاحب موقف فاتر فيما يتعلق بالعلاقة بين البلدين التي تعد دعامة للتوازن الأمني في الشرق الأوسط.

وستتطلع الرياض إلى الحصول على تأكيدات أن إدارة ترامب ستواصل نهجها المتشدد إزاء إيران، وتواصل ضغوطها عليها من خلال التصريحات والتصرفات لوقف ما ترى السعودية أنه أنشطة مزعزعة لاستقرار المنطقة من جانب طهران.

بن سلمان وصهر ترامب

ووراء الكواليس، كانت إدارة ترامب والمملكة العربية السعودية تجريان مفاوضاتٍ واسعة النطاق، بقيادة كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، ونائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبدأت المناقشات بعد فترةٍ وجيزة من الانتخابات الرئاسية، وذلك عندما أرسل محمد وفداً لمقابلة جاريد ومسؤولين آخرين في إدارة ترامب في برج ترامب.

وبعد سنواتٍ من خيبة الأمل مع إدارة أوباما، كانت القيادة السعودية متحمسةً للبدء بالعمل، وقال مسؤولٌ كبير في البيت الأبيض: “كانوا مستعدين لوضع رهانٍ على ترامب وأميركا”.

حزمة أسلحة أميركية

الجزء الأكثر واقعية هو حزمة الأسلحة الأميركية الضخمة التي ستحصل عليها السعودية، والتي سيعلن عنها ترامب أيضاً في الرياض. ولا تزال التفاصيل النهائية قيد التنفيذ، إلا أنَّ المسؤولين قالوا إن الصفقة ستتضمن ما بين 98 مليار دولار و128 مليار دولار من مبيعات الأسلحة. وعلى مدى 10 سنوات، يمكن أن يصل إجمالي المبيعات إلى 350 مليار دولار.

وقال مسؤولون إنَّ المبيعات تشمل تحديثاتٍ ضخمة للجيش والبحرية السعودية لتشمل سُفُنَ قتال ساحلية، وأنظمة دفاع صاروخية من طراز “ثاد”، وناقلات جنود مصفحة، وصواريخ، وقنابل، وذخائر. ومن المحتمل أن تتم بعض عمليات الإنتاج والتجميع في السعودية، وهو الأمر الذي يعزز مشروع محمد بن سلمان لبناء كفاءة دفاعية سعودية داخلية صناعية، ولكن سوف تُبنى معظم المعدات بواسطة الشركات الأميركية المتعهدة.

وتُعد التصريحات المُعلَّقة الخاصة بالإطار الأمني الجديد وصفقة الأسلحة الضخمة دليلاً على أنَّ اقتراب السعودية لبيت ترامب الأبيض كان ناجحاً بشكلٍ يتجاوز التوقعات. وسواءٌ أثمر ذلك عن استقرارٍ حقيقي في المنطقة، فإنَّ التقدم الحقيقي ضد الإرهاب، أو الرادع الحقيقي ضد إيران، يعتمد على ما سيحدث بعد انتهاء رحلة ترامب إلى الخارج.

وزيارة ترامب “ترسل رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تقف مع حلفائها المقربين في المنطقة ولا تتخلى عنهم”، على حد قول مسؤول سعودي كبير لرويترز فيما يعكس رأي كثير من القادة الخليجيين في أوباما، الذي اعتبروا أنه منح الاتفاق النووي مع إيران أولوية أكبر من التحالف الأميركي الخليجي.

وكانت زيارة أوباما للسعودية، في أبريل/نيسان 2016، قد طغت عليها مشاعر الغضب في منطقة الخليج، من نهجه في المنطقة وشكوك في مدى التزام واشنطن بالأمن الإقليمي.

وفي إشارة لوجهات نظر دول الخليج عن قيام إيران بدور من خلال قوى تعمل لحسابها في الصراعات الإقليمية في سوريا والعراق والبحرين واليمن، قال المسؤول “هذه الإدارة (الجديدة) تأتي… وتقول “لا. انتظروا لحظة”. إيران نشطة”.

وكانت إدارة ترامب وصفت الاتفاق النووي مع إيران بأنه “أسوأ اتفاق” تم التفاوض عليه على الإطلاق، ووجَّه مسؤولون كبار في الإدارة انتقادات متكررة لتصرفات إيران في دعم الرئيس السوري وأنشطتها الصاروخية ودعمها لجماعات متشددة في المنطقة.

وقال مصطفى العاني مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث في جدة، إن قادة الخليج يودون أن “تصنف أميركا الميليشيات التي تحظى بدعم إيراني ضمن الجماعات الإرهابية”.

وتتطلع السعودية أيضاً لمزيد من الدعم الأميركي في الحرب الدائرة في اليمن، حيث يقاتل تحالف تقوده المملكة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لإعادة الحكومة المعترف بها دولياً إلى السلطة.

وقد أيدت إدارة أوباما السعودية عندما شنَّت ضربات جوية في اليمن، في مارس/آذار عام 2015، لكنها استاءت من تزايد عدد القتلى في صفوف المدنيين وقلصت الدعم العسكري للرياض.

وقال المسؤول السعودي الكبير إن السعودية، على النقيض من موقف إدارة أوباما، لا تتعرض لانتقادات من إدارة ترامب بسبب حرب اليمن.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن النقاش في لقاء ترامب مع قادة مجلس التعاون الخليجي سيدور حول كيفية تدعيم هياكل المجلس، الذي يضم في عضويته البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات لزيادة فاعليتها.

وسيتناول الرئيس الأميركي الجمهوري وزوجته ميلانيا السيدة الأولى العشاء مع أعضاء الأسرة الحاكمة في السعودية. وقال إتش.آر مكماستر، مستشار الأمن القومي أمس الثلاثاء، إن ترامب المعروف عنه ولعه بتويتر سيشارك في ندوة عن تويتر مع مجموعة من الشباب.

وقال مكماستر إن ترامب سيلقي كلمة عن “ضرورة التصدي للأفكار المتشددة”، ويشارك في افتتاح مركز جديد يهدف “لمكافحة التطرف ونشر الاعتدال”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى