غلطة وندمانة عليها” / د . هنا طه

غلطة وندمانة عليها”
لقد سمعت من صديقاتي أن ما كتبته الاسبوع الماضي حول دمى الفزاعة و تبرويرات البلاستيك….. قد قض مضاجع الكثيرين ….. والكثيرات .. .وجعلهم يتحسسون الجرار اللاتي تثقل جماجمهم…

من هذا المنبر الاغر…..يطيب لي ان اتقدم بعميق اعتذاري لكل درنات وغرسات وشتلات دمى الفزاعة في بلدنا الحبيب وفي الأقطار العربية المجاورة …انا اعتذر ان كنت تسببت لكم بالاحراج. ….

سامحونا…. ودعونا نفتح صفحة جديدة …. ولا تاخذونا على محمل الجد …..فما نحن إلا بقايا حفنات سكر بتهذرب ….ذاب معظمنا كما تعلمون…… اما ماتبقى من رواسب ارواحنا…… فهو فداكم. …..يا رب يقدرنا على أكمال رسالتنا بالذوبان لإشباع وسطكم الحامضي لنضمن تخليلكم وحسن صحبتكم للأبد ……

تحية اعزاز وتقدير لكم فردا فردا…..انا غلطت….كيف لي أن اصف عقولكم بالمفقوءة. ….كان قصدي عيوننا نحن هي المفقوءة. ….لذلك لم تستطيع أن ترى جمال نفوسكم وتدرك رحابة سماء عبقريتكم.

مقالات ذات صلة

بصراحة …. ابتساماتكم الهوليوودية الساحرة التي توزعونها مجانا…. .خسارة فينا …… عقابا لنا …من الآن فصاعدا.. اقترح عليكم ان تبدؤوا بتعبئة ابتسامات الرضى العلاجية….. بقناني وتبيعوها لتكون دواء للعليل ..

اما انتم يا تبرويرات البلاستيك الملونة الجميلة…… الكثيرين لا يعرفون قيمتكم .. وانا منهم للاسف …. اعتذر لسطحية تفكيري ….لقد اعدت التأمل بالموضوع بالامس ….و عليه أقتضى التنويه بانكم صناعة وطنية أصيلة….. فبلد المنشأ ليست الصين ….هذا أمر مؤكد.

لقد وصفت الفراغ الذي يسكنكم …وهذا قصر نظر من طرفي ……كيف غفلت عن شفافيتكم المحببة …التي تنبيء عما اغترفتم من ارواحنا واحلامنا وعرقنا وتعب عمرنا وثمار عقولنا ومستقبل أبناءنا.

وعندما اشرت الى اعادة التدوير …. فاتني موضوع الاشادة بترشيد الاستهلاك …. فانتم تموتون وتبعثون من بين الرماد تماما كطائر
الفينيق الاسطوري …….ثم تعانون من عذاب القولبة والتلوين…..على حساب اعصابكم ذات الاحساس المرهف….من أجل هذا الوطن.

في اخر وصلة التسحيج هذه …..اسمحوا لي ان انتهز الفرصة لاحيي ضماءركم المتراصة في الثلاجات والتي تدعم بعضها بعضا لتسلق الهرم الوظيفي في الكثير من الشركات والمؤسسات… شكرا لانكم تتحملون البرد اكراما لعيوننا …..
بارك الله فيكم
…………..
مع تمنياتي للجميع بنهاية أسبوع طيبة..
أتمنى أن أكون رسمت بسمة على وجوه الطيبين
دكتورة هنا طه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى