عمان- محمد جميل خضر – أقام بيت بلدنا مساء أول من أمس في فضائه المطلّ على قلب عمان، حفلاً تكريمياً للراحل بهجت أبو غربية (شيخ المجاهدين والمناضلين) الذي رحل قبل أسابيع بعد عمر مديد (96 عاماً) من النضال من أجل قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها قضيته المركزية فلسطين وأحوالها وأنواؤها.
حفل التكريم الذي حضره نجلا الراحل سامي ومحمد وبعض أقربائه ومنهم الكاتب عبد الجبار أبو غربية، تضمن إلقاء الروائي رشاد أبو شاور كلمة وأخرى للناشط عبد الله حمودة، فيما جاء مسك ختام التكريم بتقديم الفنان كمال خليل مؤسس فرقة بلدنا وصاحب البيت الذي احتضن الاحتفالية باقة من أغنيات الوطن والناس، خصوصاً تلك الأغنيات التي كان يؤثرها أبو غربية عن غيرها.
تحت عنوان «رحيل آخر القادة الكبار: بهجت أبو غربية» ألقى رشاد أبو شاور في الاحتفالية التي حضرها رواد بيت بلدنا ومريدو الراحل وأهله وأصدقاؤه، كلمة هي في الأصل مقالاً كان نشرها مطلع الشهر الحالي في زاويته في جريدة «القدس العربي» التي تحمل عنوان «هواء طلق».
أبو شاور لم يقف عند حدود مقالته، بل ارتجل حديثاً وشجوناً مرّ على صفات الراحل ومواقفه المشرّفة والمقاومة، وصلابته التي ما أتعبتها السنون عندما يتعلق الأمر بثوابت النضال والفكر القومي الوطني الصادق والعميق والحقيقي.
يقول أبو شاور في كلمته/ مقالته «من يقرأ مذكرات (أبوسامي) في جزئيها( في خضم النضال الوطني الفلسطيني) و(من النكبة إلى الانتفاضة 1949-2000) فإنه لن يقرأ مسيرة هذا الرجل الفذ، والقائد الميداني، والمثقف الثوري الكبير حسب، ولكنه سيقرأ تاريخ فلسطين المعاصر مكتوبا بالوقائع المعاشة الملموسة بحرارتها، وناسها، وأبطالها، وتفاصيل معاركها».
عبد الله حمودة استعرض في مداخلته لحفل التكريم الذي أهدى كمال خليل في ختامه سامي نجل الراحل درعاً تكريمياً، مفاصل من سيرة أبو غربية ومسيرته النضالية الاستثنائية، وفيها اقتبس بعض ما قيل عن الراحل: «هذا القائد التاريخي الرمز لم يستمد فرادته من سلطة رسمية ومع ذلك فإن سلطته ومهابته ومكانته عندنا تعلو كل السلطات وهو مسكون بالمستقبل».
الفنان كمال خليل ومعه عوده، وبمرافقة إيقاعية من نجله خليل، ختم بمسك الغناء للوطن والمقاومة والحب والحياة. وبدأ بـ «نشيد الانتفاضة» الأغنية التي يستهلها الشاعر إبراهيم نصر الله بمقطع «من الإصرار من اسم الورد وكرومنا الخضرا.. من النجمة اللي على تلال البلد بتزرع ألف مهرة… من الريح اللي ما تهدا.. من الجمرة.. من الزيتون من قطرة عرق حرة.. تنادي الخبز لو تشعل شمسنا نارنا الحمرا.. ونصنع للصغار رغيف هالثورة.. بلدنا هاذي كلمتها في وجه الموت…. لغتنا النار والثورة سقف البيوت»، وأتبعها بأغنيات: «إذا جاءت الريح» من أشعار عز الدين المناصرة، «تلوّا يا شعر الحية على ايديه»، «اتنازل» للشاعر رزق أبو زينة، «يا راية شعبي المرفوعة»، «يا جنوبي»، «واعدنا هالبيادر» من أغنيات السوري سميح شقير، ومن أغنيات شقير أيضاً قدّم «لو يوم تنادينا يا الوطن والصوت ينردْ تلقانا عاحدودك بالسلاح الما يِِنصَدْ يومن نلقا العدو ما نهابو مهما حشدْ حقنا المغصوبِ ما نساوم عليه أحد» التي هتف الجمهور بعدها «ها هيّه الأصلية» في إشارة على ما يبدو لوجود أغنية أخرى لمغنٍ آخر استخدم فيها لحن سميح شقير نفسه دون أي تغيير أو تحوير، وطبعاً دون استئذان. خليل ختم بأغنية مارسيل خليفة «يا بحرية».
أ.ر