بسام الهلول
امي ( رحمها الله)…والعبرة هنا بعموم يشمل الامهات …والشتاء ادعى للذاكرة من كل الفصول…في بيت متهالك ملقى في بطاح تلك القرية ..تفتح الباب واذ بك مع الله…ونوافذه مغطاة بالخيش..ومن شوالات( الصندقة)…معونة الامم المتحدة للشعوب العابرة من على جسر الحياة…باب يعبر بك الى هاتيك …والهناااااك..وعيون دامعة من دخان ذلك الحطب العصي على الاشتعال…في زاوية لاشرقية ولا غربية تحضر الخبز على الصاج…وريح الشمال الذي لايرحم…نتجمع حولها كزغب الطير ننتظر ان يهبط هذا الرغيف المشبع بمرارة العود…والممتزج بدموع ذلك الوجه المتهلل( صبرا)…ويالفرحتها عندما ينضج ذلك الرغيف نهجم عليه فنقدّه فيما بيننا….مثلما قدّ الفرزدق مع ذئبه
تعشى فان عاهدتني لاتخونني….نكن ياذئب مثل من يصطحبان….ورغم محاولاتها والريح تنازعها يمنة وميسرة
…تراها مصرة على انزال طرحتها من الخبز…خبز الشراك…الذي تنزعه من فم ( الشارك)…الحوت المتوحش….
ووجه متهلل بشرا ترى في كل واحد منا
( جبر خاطر)… في قابل الايام…بشاشة فال على تخوم شؤم ….في قابل
…..الله الله….وجه لم تفارقه بشاشة الرضا ديدنها ابيات شعر منثورة على طريقة النبط( ترددها تلك المرأة الصبور)…العمة فاطمة( يابن اخوي وان ضاق رزق اليوم فاصبر لغد فعسى كرب الايام عنك تزول)….نهرول خلفها عند خلاصها من وجبة اعداد الخبز نركض خلفها مثل( قعد الصيصان)… خلف امهم…نتراكض لنحظى ( بلزاقية)…وعد الشاطر منا في دروس تخلطها بقليل من ( سمن المرجرين)…سمن نباتي مع السكر…يعود الوجه منا قد اعتدل بشرا ووعدا ان نجتاز امتحان جدول الضرب
واي ضرب هذا بعد اضراب من عفو الايام….واطنابها….الله الله….ايتها الوالدات….في يومكن هذا…..كل عام وانتن بخير….ولك والدي رحمات الله تتنزل على قبرك….وان انسى من الاشياء لاانسى ذلك الوجه الطلق….ورغم قسوة وناب الفقر الذي انشب اظافره فينا…لم تبارحه امنيات ذلك البدوي(…ياماحلا قول غسل عليهم…..بين سحابن ورشق الدواليف)…رغم هذا يتمنى ضيفا يقلط على مائدته في يوم شاتٍ ….لايتبرمون من مقدم الاضياف
رغم العسر والعسر وبشاشة في يسر قادم…..الله الله…. اين هذه الوجوهمما نراه من كزازة وشح عند كثير ممن القاه في الهنا…….رحم الله الهنااااااااك…..في الخالدين……اماااااااااه……ومما اذكره هنا في مواطن الدرس يصر طلبتي على تعريف للثقافة ….دكتورنا ما تعريف ( الثقافة)…..ونريد تعريفك انت لا تعريفات ( المئين)..في المعاجم…..وبإصرار طفولي عجيب محبب الى قلبي شغبهم ….ووقعوا صامتين فقلت:( خبز امي)…..وهم لرأس بين يديها)…..كم من الامنيات وهي تعجن الدقيق….لمقدمك ياولدي
اشواق لمن تاخر به الوصول….امااااال معلقات…..تتراقص الاهات فرحا لمحصولك القادم جنيه……زفرات تختلج الصدر عندما ودعت فارسا لها يبلج الناظر كي يحافظ على هذا الوطن من الخونة وابناء الخنا…..الذين تساقطت اسنانهم بأفواههم……ترقب لمقدم من غاب وجاب……زغرودة تحتفظ بها عند زفاف ( فاطمة)….. دمعة لفراق شهيد على بطاح فلسطين
……حسرة لنذل غدر تراب هذاالوطن…….بصقة في وجه كل الادعياء الذين اخلفوا الميعاد…..ترقب لعل الله…..
…. ا ياااااااااااااتي…….بالفرج…….كل هذا وهي تطبخ عجينها…….لمقدمك رغيفا………..