دك الخازوق وريحنا / علي الشريف

دك الخازوق وريحنا

زمان حين كنا اطفالا كنا اذا ما ارتكب احد منا حماقة تتوعدنا الحجة بالويل والثبور وتحلف اغلظ الايمان غير تكتلنا وحين كان يصدر اليمين منها كنا نهرب من البيت ونرفض العودة خوفا من العلقة.
كنا نهيم في الحارة نضيع الوقت وكلما سالنا احد الاصدقاء ايام الطفولة ليش داير بالشوارع كنت اجيب” امي بدها تكتلني.
في ذات يوم من ايام الطفولة اشترت لي امي بيجامه زهرية اللون وكانت مليئة برسومات الورد حيث اني لم اكن اعرف اني ارتدي بيجامه ام ارتدي وجه لحاف واتذكر انني ومن فرط فرحتي بالبيجامة مزقت جيبتها.
حلفت امي ان تكتلني وتؤدبني على فعلتي النكراء بحق البيجامة الجديدة وكانت اذا حلفت اوفت اليمين فلم يحدث ان حنثت به يوما خصوصا اذا ما اقسمت ان ياكل الشبب من جنباتي او تفرك اذناي.
في ذاك اليوم خرجت بالبيجامه الى الشارع متوترا وكلما دعاني احد الاطفال لان العب كنت انظر بعين الاسى الى البيجامة وانظر بحرقة الى الجيب الممزوعة وكلما رايتها كان يتمزع قلبي ويتقدد من الخوف .
سالني احد الرفاق الاشقياء ماذا بك قلت له ان امي حلفت ان دخلت الدار لتضربني حتى ياكل الشبشب من اجنابي وشرحت له الاسباب والمسببات واشعرته بمدى الخوف الذي ينتابني لان الامر لن يتوقف عند الشبب فهناك تشليخ الشعر وفرك الاذان وتحمير القفا وطلبت منه الحل.
في الحقيقة غرق صديقي بالتفكير ليجد لي حلا وفي نهاية الامر وقف ونظر الي بكل شموخ وقال” روح كل الكتلة وارتاح فعلا اكلتها وارتحت واتبعت نصيحته الى يومنا هذا حتى بلدت .
كلما تذكرت قصص طفولتي ومعاناتي مع الشبشب وصراعي مع الهروب من فرك الاذان وتقمير وتحمير قفاي تذكرت الحكومة فهي حين تريد ان تمرر شيئا تخيفنا بالف قصة وقصة وباننا ان رفضنا ربما نتضرر اجمعين وبان الوطن ومستقبله مرهون بالقرار فنقبل التحمير والتقمير ونمضي .
اليوم كبرنا وشعرنا باننا تمسحنا وبان الخوازيق مهما طالت او قصرت ومهما كبر حجمها او صغر لم تعد تفرق ولم يعد لدينا شعور بالالم فالقاعدة توسعت حتى اصبحت مثل البئر بلا قرار تتسع لكل قادم ولذلك اقول حبيبي يا ابو فوزي اذا كان لديك خوازيق اخرى تريد ان تدكها فانني ارجوك لا تتعب نفسك بالمقدمات ما عادت تفرق يا كبير فالجيبة منذ ايام البيجامة المزهرة مخزوقة وبدون ان تستشيرنا او نستشير صديق دك الخازوق وريحنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى