
سواليف
«يقفز» من مكانه، مع كل فرصة لمنتخب الأرجنتين، يشجع بحرارة، يغضب ويحزن حال الخسارة، يمشي، يجلس، يقف، يصرخ، يصفق، يهتف.
كلمات تصف حال النجم الأسطورة دييغو مارادونا، وهو يساند منتخب بلاده الأرجنتين من المنصة الرئيسة للملعب.
ولأنه «الأسطورة» فإن الكاميرات تطارده مع كل همسة ولمسة، فهو لا يزال يتمتع بهيبة الأسطورة، ونجوميته لم تخفت، وكأنها نجومية أبدية، في الملعب أو خارجه، لذلك فإن المستديرة -على ما يبدو- تعرف بقرارة نفسها، بأن مارادونا أسطورة لن يتكرر.
مارادونا، بكل تأكيد لم يعجبه حال منتخب بلاده وهو يتأهل بصعوبة لدور الـ16، ولمسنا حجم الوفاء والانتماء الذي يكتنزه وهو يحرص على مؤازرة منتخبه في الملعب، ولا نخفي بأن دوره حتى وإن كان خارج الملعب، إلا أنه فاعل، حيث يدب الحماسة والاندفاع والروح في لاعبي الجيل الحاضر، وكأنه يلقنهم رسالة، بأن اللعب لمنتخب الأرجنتين، هو شرف كبير، فلا بد من القتال للدفاع عن حظوظه.
مارادونا، وإن فشل مدرباً، فإنه يحمل الرؤية والفكر الفني الكبير، فخبرته كلاعب أسطورة امضى حياته وهو يقدم لنا الابداع والامتاع، تسعفه على تشخيص حالة منتخب بلاده الذي يعاني فقرًا في قدراته وبكافة مراكز اللعب.
مارادونا، وبفعل حماسته وتفاعله مع مباراة الأرجنتين ونيجيريا، تعرض لوعكة صحبة كادت تلزمه المستشفى، حيث سرعان ما هرع الاطباء نحوه أثناء المباراة، بعدما شعروا بأنه ليس على ما يرام.
مارادونا، قدم درساً جديداً من الوفاء الكروي، حيث آثر على وضعه الصحي، ورفض الانصياع لنصيحة الاطباء بضرورة مغادرة الملعب، فلم يغادره إلا بعدما اطمأن قلبه على تأهل منتخب الارجنتين.
ومارادونا، وبعد المباراة اضطر للاعتذار من التلفزيون الفنزويلي الذي يحلل له بعض المباريات، جراء وضعه الصحي حيث تم نقل إلى موسكو ليخضع للعلاجات الطبية اللازمة.
وعلى صفحته «انستغرام»، شكر مارادونا كل محبيه الذين اطمئنوا عليه، وأكد بأنه رفض مغادرة المباراة إلا بعد الاطمئنان على النتيجة، لافتاً إلى أنه غادر بطائرة خاصة إلى موسكو بحثاً عن العلاج.
دروس كثيرة يقدمها لنا مونديال روسيا، وهذه المرة عبر مارادونا، الوفي لمنتخب بلاده، حيث ظهر حاله وكأنه يتمتم بينه وبين نفسه «ألا ليت الشباب يعود يوماً»، لينقذ الأرجنتين من ورطة التراجع.