
من وحي الخاطر في وداع عام واستقبال آخر
=========================
ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ليس على فراقك ولكن على أنفسنا ..
سيرحل العام وقد رحل معه الطيب والسيء .. كلاهما رحل وبقينا نحن ننتظر ..
يا راحلاً والصبر يتبعك .. ايامك تتسابق وتُطوى ..ونحن معك نُسرع الخُطى في هدم
اعمارنا وبلوغ آجالنا .. ومع كل هذا سيحتفل منا الكثير .. بغباء ربما أو بشقاء ..
فما أحرانا نحن المنتظرون بتصفية وجرد حساباتنا ..
أين ربحنا وأين خسرنا ؟ و نحاسب النفس ونستحضر التوبة ونودع الغفلة
ونتجهّز ليوم الرحيل .. ليوم تبيّض فيه وجوه .. وتسوّد وجوه ..
يومٌ فيه فوزٌ أو خسارة .. فقد كان من سبقنا من السلف الصالح
لا يندمون على شيء مثلما يندمون على يوم تغرب شمسه لا يزداد فيه عملهم الصالح
فمهما طال بنا العمر فلا يعدوا ذلك سوى .. دخول بابٍ .. وخروجٌ من آخر .
ها هو العام يوشك على الرحيل وقد أودعنا فيه ما أودعنا من خيرٍ أو شر …….
ولو استعرض كلُ واحدٍ منا ما كتب ، وما فعل ، وحاسب النفس لأدرك أن الأمر خطيرٌ جداً
ختاماً وليس آخراً أذكركم وأذكر نفسي بهادم اللذات .. أكثروا من ذكره لعلكم تفلحون
يقول الله تعالى : ” ان الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ” صدق الله العظيم
وكل عام وأنتم وأنا اليه أقرب وعن المعاصي والخطايا والآثام أبعد .