في غياب النقيب زياد المشاقبة / د. محمد عبد الكريم الزيود

إستوقفتني صور جنازة الشهيد النقيب زياد المشاقبة أن أغلب الحضور كانوا ممن يرتدون الشماغ الأحمر والبريهات العسكرية وتكاد تفيض بهم مقبرة بلدة أم النعام وقد تجهمت وجوه الرجال فعلى مثل زياد تبكي البواكي .. هذه الصورة تختصر قصة الوطن ونقولها بوجع أن حراس هذه البلاد هم أهلنا الفقراء الطيبين والعسكر .. يكتمون حزنهم ويخبئون دمعهم ويدفنون شهيدهم ويسلمون أمرهم لقضاء الله وحكمه .. لم ألحظ مندوب لغرفة صناعة عمان ولا إئتلاف مجموعة المطار .. لم أشاهد حضورا من ممثلي حواضن الريادة والإبتكار .. لم أرى أحدا من شباب المبادرات والورشات .. لم يستوقفني أحد من الصلعان يتكئ على سور المقبرة ويلاعب الآي فون ليعرف مؤشر سوق عمان المالي .. حتى لو حضر وحتى لو حاول فأنه لا يدري أن هنا في هذه القرية الفقيرة المتعبة إلا من الطيب والشجاعة لا يتوفر لا “جي فور ولا جي ثري” فالماء قلّما يأتي فما بالك بشبكةالإتصال .. لكم الله يا شهداء بلدي .. فأنتم من تجعلون للوطن معنى وحكاية نرويها لأطفالنا .. ويكفيك شرفا يا زياد أن إصابتك في ظهرك فالموت يخاف أن يواجه شجاعتك وإقدامك .. وهم من سرقهم الموت وهم سكارى في أحضان الراقصات .. أنتم شهداء بلدي نفخر بكم ونكتم حزننا ووجعنا ونرفع الرأس عاليا .. وهم هؤلاء من أخزونا وافقرونا وجعلونا حكاية من سرقة وكذب .. أنتم الشهداء وهم التعساء ..
لم أسمع أحد من ” النخب ” من يطالب بتحقيق كما طالبوا قبل أيام وأشبعونا قصص ومؤامرات وطعن بمصداقية وثقة جهاز الأمن العام وملؤوا الدنيا تغريدات وتزعيقات بكل لغاتهم إلا العربية
.. نم قرير العين يا زياد فهو وطننا سنقاتل من أجله ومستقبله وهو وطن الطيبين من العسكر والفلاحين والمعلمين من قامت الدولة على ظهورهم وسيبقى الشهداء نجوما وضاءة في سماء بلدنا بهم نفخر وعلى دربهم ودرب من سبقهم فإنا سائرون .

بقلم الدكتور محمد عبد الكريم الزيود – ماليزيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى