لماذا تستفز الحكومة المواطنين؟ / عمر عياصرة

لماذا تستفز الحكومة المواطنين؟
بعيدا عن القرارات الاقتصادية غير الشعبية التي تنوي الحكومة اتخاذها قريبا، وهي بطبيعتها مستفزة للناس، ايضا هناك تصريحات جاءت في سياق حملة العلاقات العامة للحكومة، زادت الناس استفزازا وتهكما بما يقوله الدوار الرابع.
لم يكن الرئيس موفقا حين اعلن عن العاصمة الجديدة، ولا اعرف من العبقري الذي اشار عليه ان يفجر المفاجأة، ظانّا انه سيكسب قلوب الملايين.
هذه العاصمة الجديدة شبعت من الاردنيين تهكما وسخرية، فالفقير في لحظة العسرة، والحكومة في وقت «الشحدة من المواطن» لا يمكنها ان تعلن عن مشاريع تحتاج لأغنياء واموال ورخاء اقتصادي.
لم تكتف الحكومة بزلة المدينة الجديدة، بل اطل علينا وزير الاعلام الدكتور محمد المومني، بتفسيرات اثارت موجات متلاحقة من الغضب والسخرية الشعبية.
تحدث عن خمسة مسؤولين يعرفون عن المدينة الجديدة دون غيرهم، فأشعرنا اننا بصدد مشروع نووي غير سلمي، لم يكن مضطرا ليقول لنا ذلك، اما زلته الكبرى فكانت حين وصف المواطن بمنجم الذهب، فتطايرت التفسيرات واستقرت انه قصد ( منجم الذهب هو المعادل الموضوعي للبقرة الحلوب ).
الحكومة تحاول شرح خطتها الاقتصادية، لكنها تزيد من سخرية الناس وحنقهم، ولا اعرف، اهي مشكلة في قدرات الحكومة البيانية، ام ان الناس لا يمكن ان يتقبلوا ما يقوله الدوار الرابع.
لذلك انصح الحكومة بالتوقف عن تصريحاتها، وان تراجع حملة علاقاتها العامة، فالبطارية والعاصمة الجديدة والمنجم، ليست مفردات تصلح لإقناع المواطن بخطة الملقي الاقتصادية.
هناك امور اهم، قد تساعد في تفهّم الناس لضرورات الاجراءات الحكومية، منها صراحة المكاشفة، واجراءات التقشف الملموسة، واعلان ثورة شاملة على الفساد، والاهم ان يكون ذلك صادقا وصحيحا وعمليا.
سياسة التخبيص آن لها ان تتوقف، ومزاج الاردنيين يجب قراءته بعناية فائقة وهدوء، فالقادم مش لعبة، انه انعطافات رئيسة في حياتنا، لذلك عليكم ايها السادة في الحكومة عدم الاستخفاف بالناس، واللجوء لمستوى مختلف من التعاطي الراقي الجاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى