مساخر في زمن المباخر

مساخر في زمن المباخر
يوسف غيشان

رغم توفر الجذر الثلاثي (سخر) في قواميس اللغة، الا أن هناك من يقول بأن أصل كلمة المسخرة والمساخر والسخرية وأخواتها مشتقة من الكلمة اللاتينية (ماسكرا) والذي يعني القناع أو الماكياج الذي كان يستخدم في المسرح لإخفاء حقيقة الممثل وإظهاره بالشكل المطلوب في المسرحية، إذ عن طريق عدة لمسات مكياجية يمكن ان نحول الممثل إلى ما يشبه البخيل او اللئيم او المخنث وهكذا، ثم صارت كلمة ماسكرا تعني بالإنجليزية القناع الذي يخفي الحقيقة، ووصلتنا الى العربية لنصير سادة في المسخرة وشعوبا وقبائل بلا زغرة. لا بل صرنا مسخرة المساخر في العالم …. ولا فخر !!!!
لدينا زعماء يتربعون على سدة الحكم منذ قرون، وما زالوا مصرين على ان البلاد ستخرب بدونهم …فيجددون لأنفسهم في مسخرات انتخابيه تضحك أكثر مما تبكي.
لدينا شعوب مهزومة ما تزال تتلمظ بأمجاد الماضي وتعربد على العالم مدعية بأنها علمته الحضارة والثقافة والفكر، بينما نسبة الأمية بين أبنائها من أعلى النسب في العالم.
لدينا مفكرون يعتقدون بأنهم ينضحون فكرا وعلما فيدبجون النظريات الفلسفية والفكرية التي تجعلنا مسخرة المساخر.
لدينا وزراء يتنطنطون في أميركا وأوروبا وفي كل مكان -مثل الكناغر-من ملهى لمرقص لكازينو، ويعودون إلينا وهم يتصببون عرقا من كثرة” الشغل”.
لدينا علماء بلا علم
ووطنيون بلا وطنية
وسياسيون بلا سياسة
وشعراء يلا شعر
ومواطنون بلا وطن
لدينا صحف بلا صحافة
وقوانين بلا قوانين
وفساد يملأ الفضاء العربي مثل ثاني أكسيد الكربون
لدينا دين بلا تدين
واسلام بلا مسلمين
ومسيح بلا مسيحيين
لدينا كل شيء لننال جائزة نوبل في المسخرة … ولا فخر.
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى