امريكا بدأت فعليا لمرحلة ما بعد أبو مازن

سواليف

شكل الموقف الذي أعلنته جميع الفصائل الفلسطينية بشكل موحد والرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، وما تلاه من تصريحات لرئيس السلطة محمود عباس بعدم القبول بواشنطن كوسيط في أي عملية تسوية، وتوقيعه على الانضمام لاتفاق ومنظمات دولية، وذهابه لمجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة، غضباً أمريكياً منه، وذهب ترامب إلى الحديث عن ان الفلسطينيين بحاجة لقيادة جديدة وليتخلصوا من الفساد.

يشار، إلى أنه نسب إلى حساب الرئيس الأمريكي ترامب تغريدة على تويتر جاء فيها: “الفلسطينيون يحتاجون قيادة جديدة وآن الأوان كي يتخلصون من الفساد”. ولكن لم يتم تأكيدها رسمياً.

ورأى محللون سياسيون أن تصريحات ترامب على صفحته على حساب تويتر، تؤكد أن الأمريكان والإسرائيليين يريدون قيادة فلسطينية على المقاس الإسرائيلي، تقبل بما يتم طرحه دون رد، وأنهم رأوا في تصريحات عباس الرافضة لقرار ترامب، خروج عن الخط وهو بحاجة لبديل ليتجاوب مع ما ينادوا به.

الأقطش: لن يحلموا برئيس قدم تنازلات أكثر من عباس

نشأت الأقطش المحلل السياسي، أكد أن الأمريكان والإسرائيليين يريدون قيادة فلسطينية على المقاس “الإسرائيلي”، وأن الرئيس عباس أصلاً مدعوم من أمريكان، ولأنه خالفهم في قرار ترامب بشأن القدس، أصبح فاسدا وغير مقبول وبحاجة إلى تغيير.

وأعرب الأقطش عن اعتقاده أن زمن تصنيع القيادات في تل ابيب وواشنطن قد انتهى، لأن الشعوب العربية التي خاضت ثورات وأُفشلت بثورات مضادة، ستخوض ربيع عربي جديد، ولن تقبل الشعوب قيادات مصنعة في واشنطن أو تل أبيب أو الرياض، أو أي عاصمة أخرى.

وأشار إلى أن الزمن الذي جاء فيه الرئيس عباس عام 2005، كان بدعم أمريكي كبير، وأصبح يمارس الحكم بطريقة فردية تجاوز فيها التشريعي والقيادات الفتحاوية في المجلس الثوري والمجلس المركزي وأصبح يحكم كملك، بفضل الدعم الأمريكي، وهذا الزمن قد ولى حسب ظنه.

وعن إمكانية إزاحة عباس من رأس السلطة، أكد أن المسألة سهلة بالنسبة لهم، فكما فعلوا في الراحل عرفات يمكن أن يفعلوا معه، وكما فعلوا في صدام حسين أيضاً، فهم جاهزون لقتل عباس، لأنهم هم يصنعون قيادات وهم من يغيروها متى شاءوا، مستدركاً أن هذا الزمن انتهى لأن الأمور مختلفة وهناك درجة من الوعي لدى الشعوب العربية، وهناك حراك في المنطقة وهذه الأنظمة القمعية الديكتاتورية الفردية غير قادرة على حماية نفسها، وهي تحاول انتاج نفسها بأشكال مختلفة.

وقال:” إن استطاعوا تصنيع قيادات خاصة وأنهم أعلنوا عن خمسة أسماء فلسطينية لخلافة عباس، فسيكون مؤقت ولن يستمر طويلاً.

وأكد على أن كل الأنظمة العربية وعلى رأسهم السعودية ونصف الدول الإسلامية يتماهون مع موقف تل أبيب وليس مع الموقف الأمريكي، لأن ترامب هو عبارة عن دمية في يد الحركة الصهيونية اليوم.

وتمنى الأقطش، أن يجيبه أحداً حول، ماذا تريد إسرائيل زعيماً أكثر إيمانا بالسلام من محمود عباس؟ هذا الرجل الذي يؤمن بالعملية السلمية، وقدم تنازلات في أوسلوا لن يحلموا بها مرة أخرى؟

لعبة الامريكان مكشوفة

في ذات السياق، أشار الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أن تغريدة ترامب لم يتم تأكيدها رسمياً، ويدور الحديث عن حساب مزور له. مستدركاً أن هناك تسريبات بأن هناك بحث أمريكي عن بديل للرئيس أبو مازن في ظل رفضه لموقف ترامب من القدس ورفضه للوساطة الأمريكية في العملية السلمية.

وأكد أن الأمر ليس بالسهل في هذا التوقيت ، ومثل هذه اللعبة تمت في عهد الراحل ياسر عرفات، ولكن الان صعب، لان أمريكا أصبحت شريكاً للاحتلال الإسرائيلي وليست وسيطا نزيهاً.

وأوضح، أن التسريبات التي تخرج عن أسماء لخلافة عباس، هدفها الضغط على الرئيس عباس وتخويفه، وهي معروفة في عالم السياسة.

التسريبات لخلط الأوراق

من جانبه، قال القيادي في حركة فتح يحيى رباح: إن الإدارة الأمريكية من خلال طرحها لأسماء تحت عنوان خلافة الرئيس عباس، تريد بث الضغائن، وإحداث وقيعة في صفوف قيادة السلطة الفلسطينية.

وأضاف، أن أمريكا عندما طرحت اسم رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج خليفة للرئيس عباس، فتهدف إلى إحداث ضغينة وهو أمر مكشوف. مؤكداً على أن ما تريده أمريكا أو غيرها لن يحدث، وأبو مازن هو الرئيس الآن، والشعب الفلسطيني “فقط” من يختار قيادته.

وكانت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية قد كشفت أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي لوّح للرئيس محمود عباس في السابق باستبداله بالمفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، لجأ إلى التهديد والوعيد هذه المرة، بل استعمل “الدبلوماسية الناعمة” من أجل إقناع عباس بالخطة التي تعدها الإدارة الأميركية.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر فلسطينية، وصفتها بالمطلعة، تفاصيل الاجتماع. وقالت إن المسؤولين الفلسطينيين كشفوا أن بن سلمان طلب من عباس الاستماع إلى المخطط الأميركي، لأن “الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة التي لديها نفوذ حقيقي على إسرائيل، وهي البلد الوحيد الذي بإمكانه أن يضغط على إسرائيل في أي عملية سلام، ولا يمكن لأي جهة أخرى القيام بذلك، لا الاتحاد الأوروبي ولا روسيا ولا الصين”.

وحسب الصحيفة، طلب بن سلمان كذلك من عباس استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، خلال زيارته القادمة إلى المنطقة، بعد أن رفضت السلطة الفلسطينية استقباله الأسبوع الماضي، وأعلنت الرئاسة الفلسطينية في بيان أنه غير مرحب به في رام الله.

فلسطين الآن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى