وجوه حمراء فاقعة / يوسف غيشان

وجوه حمراء فاقعة
مثل شعبي اردني يقول: “الكذب ملح الرجال، وعيب على اللي بيصدق” طبعا نتداولة تارة على سبيل الدعابة ، وطورا على سبيل نقد الآخرين ، لكننا من الصعب جدا ان نقوله على سبيل الإعتراف بمدى القيمة المعنوية للكذب،او ان نقر بأن الكذب هو جزءء من منظومتنا اليومية المتداولة .
يقال بأن رب اسرة اشترى رجلا آليا متطورا يكشف الكذب،وفي ساعة التقاء العائلة ، رغب الوالد الرؤوم في تجربة هذا الإختراع، فسال فلذة كبده المراهق:
– أين كنت اليوم يا سمير؟؟
– كنت في السينما يا بابا
– وما نوع الفيلم الذي حضرته؟
– حضرت فيلما عاطفيا جميلا يا ابي
هنا اقترب الرجل الآلي بسرعة من الولد وضربه بيده الآلية كفّا على وجهه.
قال الولد:
– اسف يا ابي ، لقد حضرت فيلم من إياهن….
– وما هي اياهن يا ولد؟
– لقد كنت شابا يا ابي وتعرف هذه الأفلام الهابطة…..
– مش عيب عليك يا ولد..عندما كنت بعمرك لم احضر من هذه الأفلام قط!!
هنا ضرب الرجل الالي الأب كفا على وجهه.
جاءت الأم وقالت لزوجها:
– حرام عليك تضطهد الولد…فهو يبقى إبنك.
هنا ضرب الرجل الأليكتروني الأم كفّا عرمرميا على وجهها!!
لاحظوا، أننا نقضي على السلم العائلي اذا حاولنا ازالة الكذب من منظومة علاقاتنا الإجتماعية…خلوها على البركة ..أفضل وأحسن وأستر!!
هذا ما يحدث في علاقاتنا الإجتماعية … تخيلوا لو ادخلنا هذا الإبتكار ..اقصد الرجل الآلي المضاد للكذب، في منظومتنا السياسية.
لو حصل ذلك لشاهدت السياسيين جميعا، بوجوه حمراء فاقعة.

ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى