لسنا عابرين …
نحن أبناء هذه الأرض ، نحن أبناء هذا الطين ..
هذا الوطن يعيش فينا ، و نعيش فيه
لسنا عابرين
نحن أبناء الوجع .. و أبناء الألم ،، نحن أمنا
المعاناة و أبونا الشقاء .. لفح شمس الظهيرة
، و سياط العواصف .. و شوك الطريق لن
يقتلعنا .. جذورنا في هذه الارض
لسنا عابرين
الجوع و الجرح و ملح الارض ، و عرق الجباه
و انين البائسين ، حين يعودون في المساءات
الحزينة الى أعشاشهم ، مثل الطيور أنهكها
البحث عن لقمة الخبز
و امنيات خبأها الأطفال في ثنايا التنهيد
و ناموا على حصير البؤس و أحلام الفرح المؤجل
لسنا عابرين
ننام و نمسك بالجرح .. و نصحو نغالب الألم
نسارع الى دوامة اليوم ، و نغيب في الزحام
نشد أيدينا على رغيف خبزنا .. و نخفيه قمرا
في صدرنا .. و وعدا للجائعين .. و نمسك
بشعاع الأمل .. ينساب من بين دياجير العتمة
لسنا عابرين
نحن مكتوبون بالاحمر القاني من وريد القلب
الموجوع ،
نحن أبناء المخاض العسير ، أبناء الامهات اللواتي تبرعن بأعمارهن و فرحهن ، كي نكبر
، و حين كبرنا… و شاخت آمالهن
مضين إلى دار البقاء، و في أجفانهن وعد و رجاء ..
نحن لسنا عابرين
هذه الارض منها نبتنا ، و منها لحم اكتافنا
و لن نكون من أبنائها العاقين
لن ترحل من احلام غدنا الواعد
و لن نرحل من دمع فرحها
لسنا عابرين .. و لسنا مارقين
و عشت يا وطني مسكونا
بحب المخلصين .
احمد المثاني