” حلو و كذاب ” / د. محمد شواقفه

” حلو و كذاب ”

اختلط الحابل بالنابل و لم يستطع أي من الشباب معرفة من هو الأكثر براعة بالكذب …. فقال الأول : حدثني جدي – الله يرحمه – أنه عندما كا يحارب المستعمرين في مكان لم يعد يذكره …. أصابت طلقة عين زميله و خرجت عينه من مكانها و تدلت على صفحة وجهه و لكنها بقيت معلقة بوريد واحد ….. فما كان من جدي الا ان استل سكينته و فتح فتحة في اصبع رجل صديقه الكبير …. و سحب الوريد من اطراف اصبعه …. و ببطء و حذر شديد استطاع ان يعيد العين المقلوعة الى مكانها ….. و ربط الوريد بعقدة محكمة لكي لا تنزلق العين خارجا مرة اخرى ….. لكنه اعترف ان نظره لم يعد كما كان اولا ….
تنطح الثاني : و قال و لكن جدك لا يمكن مقارنته بجدي الذي يمتلك عصا غريبة هي اطول عصا عرفتها البشرية لغاية الآن فقد كان قادرا على ان يحرك بها النجوم و كان احيانا يشعل طرفها من الشمس اذا ما طلبت منه جدتي نارا في ايام البرد…. و لكنه كان يحتار عندما يخبئها تحت السرير …..لم يستطع الثالث ان يواصل صمته وسط براعة قرينيه باختلاق القصص فقال لكنكم تعلمون انها امطرت بالامس بغزارة و قد شق البرق صفحة السماء فأمضيت الليل و أنا أخيطها و أحاول رتق ذلك الشق العظيم …. و اعترف ان الخياطة لم تكن محكمة لذلك شهدنا بعضا من زخات متفرقة هنا و هناك …
ساد صمت رهيب و احتار الجمع على من سيقع الاختيار … فجميعهم بارعون بالكذب …. ظهر رجل يبدو عليه مظاهر العز و النعيم …. و قال لهم : أنا والله أحبكم …. و لم يشهد أحد في عهدي أي ضيم …. و لم ترتفع أي أسعار و عاش الشعب بكل اطيافه أجمل السنوات ….و لم يظل فاسد في أي موقع … و قضينا على الواسطة و المحسوبية … و استعدنا كل قرش تم نهبه … و لم نكمم اي افواه و لم يعد عندنا اي معتقل رأي …
ضحك الجميع و استسلموا و عرفوا لمن ستذهب جائزة البراعة في الكذب …
و قرروا أن يشتروا “بكب” مشترك … بناء على نصيحة كاذبهم الأكبر ….كمشروع استثماري بعد ان انتهت حياتهم المهنية على إثر خسارتهم في مسابقة البراعة في الكذب . احتاروا من الثلاثة سيقود البكب … اقنعهم الكاذب البارع بأن يتركوا له القيادة … و وعدهم بالرخاء لكن في منتصف 2018.

” دبوس عالكذب ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى