“المرأة اللغز”.. تمويه أمني لطاقم المروحية الروسية أم حقيقة؟

سواليف

لا يزال سر مقتل الضابطة الروسية التي نشرت فصائل المعارضة السورية المسلحة صورة هويتها، عقب إسقاط المروحية الروسية القتالية في ريف إدلب، الاثنين الماضي، لغزاً، وسط تضارب الأنباء حول حقيقة وجودها على متن المروحية من عدمه.

وعقب تحطم المروحية الروسية قرب بلدة سراقب بريف إدلب، نشرت المعارضة السورية المسلحة صوراً وفيديوهات لجثث وأشلاء محروقة تم انتشالها من داخل المروحية المنكوبة، وصوراً لوثائق شخصية تعود لاثنين من العسكريين الخمسة الذين كانوا على متن الطائرة، وإحداها تعود لامرأة.

وحصل “الخليج أونلاين” على الوثائق التي كانت بحوزة الجنود الروس، ويظهر فيها هوية الملازم أول القتيل “أوليغ شيلاموف” البالغ من العمر 29 عاماً، والذي كان ضمن طاقم المروحية.

كما كان بحوزة الجنود القتلى صور دينية، وأوراق يبدو أنها رسمية، فضلاً عن صورة “المرأة اللغز” التي كانت ضمن جنود المروحية الروسية.
28701603311_45a32771d2_o

– “المرأة اللغز”

وسائل الإعلام الروسية ومنذ نشر هوية “المرأة اللغز” دأبت على التشكيك بصحة هويتها، وبطاقة الهوية التابعة للضابط “أوليغ شيلاموف”، إلا أنها لاحقاً أكدت صحة هوية الضابط “شيلاموف”، في حين أنها لم تقدم أي تفاصيل فيما يتعلق بالمرأة.

28694944202_aaa251b451_o

28800208565_a3c1c8bcf7_o

أنس عبد الرحمن، مدير المؤسسة العامة للأسرى التابعة للمعارضة، التي تحتفظ بجثث الجنود الروس القتلى، أكد لـ “الخليج أونلاين” وجود جثة امرأة بين جثث الروس الخمس، موضحاً أنه “لم يتم التعرف على هويتها بعدُ، وأن 3 من أصل 5 جثث هي متفحمة بالكامل”.

وكشف عبد الرحمن عن تواصل إقليمي ودولي كثيف مع المؤسسة، مشيراً إلى أن الجانب الروسي “عرض مبلغاً مالياً ضخماً لتسليم جثث الجنود الروس، إلا أن العرض قوبل بالرفض”.

وبين أن شروط المؤسسة العامة للأسرى لتسليم الجثث هي “تحرير الأسرى في سجون الأسد، ووقف القصف الروسي، وفك الحصار عن البلدات المحاصرة، وإدخال مساعدات إنسانية لها”.

من جهته نفى المستشار السياسي والبرلماني السوري السابق أنس الشامي، المكلف بالوساطة بين الحكومة الروسية والمعارضة السورية المسلحة، لـ”الخليج أونلاين” وجود جثة امرأة بين جثث الجنود الروس الخمس، مؤكداً أن “جميع الجثث تعود لذكور هم ضابطان وثلاثة جنود”.

وتحفظ الشامي، في مداخلته مع “الخليج أونلاين”، عن ذكر أسماء أو رتب الجنود القتلى، أو الجهات السورية المعارضة التي تواصل معها، لأسباب خاصة بـ “المفاوضات”.

كما أكد أن “المفاوضات مستمرة، وأن الجانب الروسي يدرس شروط المعارضة”، مشدداً في الوقت نفسه على أنه “ليس من مصلحة أحد فشل المفاوضات”.

– رسائل ضغط

صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، وبحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم” عنها، لم تستبعد أن تكون هوية المرأة مزورة، كجزء من أسلوب تمويهي خاص بالعسكريين الروس.

وفي الوقت نفسه لم تستبعد الصحيفة، أن تكون الوثيقة تابعة لمترجمة روسية برتبة ضابط، كانت تشارك في العمليات الروسية في حلب.

لكن الخبير الأمني، العميد أحمد سليمان، لم يستبعد أياً من روايات المعارضة السورية أو الجانب الروسي، إلا أنه أشار في نفس الوقت إلى أن موسكو ربما تتعمد عدم إعلان هوية “المرأة القتيلة” خوفاً من ردة فعل الرأي العام الروسي.

وأضاف في حديث مع “الخليج أونلاين”: “الدول العظمى عادة تخشى الإعلان عن هويات قتلاها أو عددهم في الحروب التي تخوضها؛ حتى لا تؤجج الرأي العام ضدها، وخاصة في حالة شبيهة بالحالة الروسية التي تعاني من أزمة اقتصادية، كان لها أثر سلبي على حياة المواطن الروسي اليومية”.

ولفت الخبير الأمني إلى أن روسيا حتى اليوم لم تعلن من هويات قتلاها إلا عن ضابط واحد فقط، هو أوليغ شيلاموف، والتي كشفت المعارضة السورية هويته، مبيناً: “في مثل هذه الحالات تقوم الحكومات بالإعلان عن قتلاها، وتبليغ ذويهم بعد إعادتهم إلى بلادهم، أي من السابق لأوانه أن تعلن روسيا حقيقة وجود امرأة من عدمه، حتى تنهي مفاوضاتها مع المعارضة السورية، وكل ما تقوله الصحف، وحتى التصريحات الرسمية، ربما يكون بمثابة رسائل ضغط”.

الخليج اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى