“المُخدرات .. متطلبات المواجهة

“المُخدرات .. متطلبات المواجهة و قصور التسويق الإعلامي المضاد”

بلال الذنيبات

شكل الحديثُ عن آفةِ المُخدرات جدّلاً واسعاً في الأردن خاصةً بعد حوادثِ وفاةٍ مشبوهة في مناطق الأغوار الجنوبية في مُحافظةِ الكرك.

إلا أن الحلقة المفقودة في حديثِ المكافحة لهذه الآفة يكمن في الجانب الإعلامي ، ومن منظور علم إجتماع الإعلام فإن الإعلام لعبَ دوراً في إنتشارِ الآفة من حيثُ لا يدري ربما.

مقالات ذات صلة

يمتازُ البعض من شبابنا بحب التجريب و جرياً على قاعدة “كل ممنوع مرغوب”فإن حصيلة حملات التوعية و التثقيف هي زيادة أعداد المتعاطين.

أموالٌ أنفقت على حملات إعلامية لمكافحة المخدرات ، ولم يقتنع صانع القرار ربما بفشل سياسة التوعية و التثقيف المكثف في حل المشكلة ، كون المشكلة تُحل بعمليات جراحية لإستئصال التشوهات و التقرحات في مؤسسات المجتمع إبتدائاً بالأسرة و مروراً بثقافة الشارع و المدرسة و الجامعة.

فاللامبالاة بالأولاد و الشباب على وجه الخصوص تنعكسُ سوءاً على النمذجة “التربية” كعمليةٍ مُكملةٍ لصناعة الإتجاهات و السلوكيات لدى الشخص.

و لابد لمُعالجةِ المشكلة ، توجيه الجُهد التوعوي للأهالي و الذين عليهم دور مراقبة الأبناء و إجبارهم للذهاب الى الجهات المختصة بمعالجة الإدمان إن ظهرت معالم الإدمان لديهم.

و في الوجهة المقابلة على الهيئات الشبابية تحفيز مشاركة الشباب في العمل التطوعي كونه يعمل على رفع من سوية الوعي لدى الشباب و يضعهم في غمار المسئولية.

و لكوني لا أثق “علمياً” بمقولة أن البطالة و الفقر هما السبب لكن أجزم بأن أصدقاء السوء هُم الأكثر تسبباً بالمشكلة بالإضافةِ لما يقدم من محتوىً عبر الانترنت.

مشكلة المخدرات ، مشكلة إجتماعية ذات منشأ نفسي و على الدولة عمل المزيد من الجهد لتغيير النظرة الاجتماعية للعلاج النفسي فأغلب المشاكل النفسية إبتدائاً بالشعور بالدونية و اللاعدالة و الإكتئاب و الإحباط و الشعور بالعجز و الرغبة في إثبات الذات و الشعور بعدم الإستقلالية و قلة الشعور بالرضا الذاتي و غيرها من العلل النفسية ، هي علل تلحق بالانسان ضرراً يدفعه لإرتكاب السلوك المنحرف سواءً التعاطي أم الارهاب و التطرف كما ظهر في إعترافات خلية السلط الإرهابية.

وكذالك العلل النفسي يشبه العضوي من حيث إحتياجه للعلاج و إحتمالية الشفاء منه بظروف معينة و شروط معينة فمن يعاني الزكام مثلاً يذهب للمستوصف ليأخذ علاجاً ما و في المقابل يذهب المكتئب للعيادة النفسية ليأخذ العلاج و كلاهما قد يشفى أو تحدث تحولات إذ ما كانت عوامل مساعدة على تعمق الإنتكاسة.

بالمجمل مواجهة المخدرات بالصورة الحالية فيما عدا الجانب الأمني كحلقة أخيرة مهمة في طبيعة الحال ، تواجه عدة تساؤلات تجعلنا نشكك في جدوى الوقاية و التي تعتمد على النخبوية في التوعية أولاً ثانياً عدم تعاون الأهل في مراقبة الأبناء و نصحهم و التعرف على أصدقائهم وبناء جسور علائقية حميمة بين الأهل و الشاب بوجه و بينهم وبين أصدقاء الشاب من وجهة أخرى.

وفي طبيعة الحال نحن نفتقر للدراسات العلمية التي تعكس أسباب إقبال المدمنين على المخدرات على هذا الفعل وما لدينا هو نظريات بدون أية أرقام أو دراسات إستقصائية معمقة نحن بحاجة ماسة لها كمختصين “علم إجتماع” لتقديم طروحات إضافية تمكن المجتمع من المعالجة.

إلا و أنني أقول أن إعتراف المجتمع و الأهل بالمشكل هو 50% من العلاج حيث تلعب الجهات العلاجية المختصة بتكملة الجزء الاخر مع أدوات الوقاية التي تبذل الدولة جهدا في توثيرها بمختلف المؤسسات.

حمى الله شباب الاردن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى