العشق الممنوع … / هبة إميل العكشة

العشق الممنوع …

بينما كنتُ أتصفّح أخبار العالم الدموية “التقليدية”, سُرعان ما لَفَتني هذا العنوان: عميلة “إف بي آي” تقعُ في غرام جهاديٍّ من تنظيم “الدولة الإسلامية”!, كان الخبر للوهلةِ الأولى يبدو كدُعابة, أو ربما هو مجرّد قصة وهمية لجَذب القُرّاء, رحتُ أبحثُ في العديد من المواقع الإخبارية العالمية لأكتشفَ أنّ الخبر صحيح!

إنها المرة الأولى التي يرتبطُ فيها اسم داعش بشيءٍ غير دمويّ!! اللون الأحمر لدى داعش يرتبط للمرة الأولى بالحب وليس بالدماء!

وفي التفاصيل, فإن عميلة الإف بي آي “دانييلا غرين”, والمتزوجة من جندي أمريكي وتعمل كمترجمة, أُوكِل إليها التجسس على الداعشي المعروف باسم “أبو طلحة الألماني”. وقعت “دانييلا” في حُبّ “أبو طلحة” وذهبت إلى تركيا, ومن هناك دخلت إلى سوريا لتتزوج عشيقها! ولا أحد يعرف كيف استطاع “أبو طلحة” التقرُّب من “دانييلا” وأسرِ قلبها!

مقالات ذات صلة

يَحضُرني بيت شعر لنزار قباني, وأكادُ أسمع “دانييلا” تخاطب “أبو طلحة” قائلةً :
“أتحبني بعد الذي كانا؟!” … و هو يجيبها:
“إنّي أحبكِ رغم ما كانا…
ماضيكِ لا أنوي إثارته…
حسبي بأنّكِ ههنا الآنا”…

لم يلزم “دانييلا” الكثير من الوقت لتكتشف أن المجيء إلى “ههنا” كان خطأً فادحاً … فبعدَ أيامٍ قليلةٍ من هروبها إلى سوريا, أرسَلت رسالة لشخص مقرّب – لم يتم التصريح عن هويته- قائلة:
” لقد ذهبتُ ولا أستطيع العودة, أنا في بيئة قاسية ولا أعلم كم سأمكُثُ هنا” و في رسالة أخرى قالت: “لقد تورّطت هذه المرة”.
أخيراً, وبعد مرور شهر استطاعت “دانييلا” الهروب من سوريا والعودة إلى الولايات المتحدة, حيث تم إلقاء القبض عليها, وحُكِم عليها بالسجن لمدة سنتين. مضى على هذه الأحداث حوالي ثلاثة أعوام و”دانييلا” تعمل الآن كمضيفة في أحد الفنادق, وجه “دانييلا غرين” مخفيّ عن وسائل الإعلام لدواعي أمنية, وترفض إجراء أي مقابلات حفاظاً على سلامة عائلتها.

لا أعلم حقاً إن كان زواج “دانييلا” من “أبو طلحة” جزءاً من خطة التجسس أو أنه فعلاً كان نتيجة حُبّ !! ولا أعلم إن كان “أبو طلحة” قد أحبّ الجاسوسة فعلاً أم أنه أيضاً جذبها ناحيته كجزء من خطةٍ ما !!
لكن, أنّ “الحُبّ” ما زال موجوداً في قاموس داعش, فهذا هو الأهم…

لا أستطيع التوقف عن التفكير في تحويل هذه القصة إلى رواية أو فيلم… لكنّي أنتظرُ نهاية أُخرى للقصة … النهاية التي سيغلبُ فيها الحبُّ الحربَ … فأنا أكرهُ النهايات الحزينة.

hebaakasheh07@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى