ماذا سيحدث بعد نقل السفارة؟ / أحمد هاني النجار

ماذا سيحدث بعد نقل السفارة؟
ما حدث في يوم أمس هو إنتهاك حقيقي وصريح للمعاهدات والإتفاقيات الدولية, ولكن هو انتهاك متكرر ومُستهلك منذ أكثر من 70 عام !, ولكن الجديد الجديد في هذا الإنتهاك هو دعم ووقوف دولاً عربية بشكل صريح ورسمي في صف الكيان الصهيوني وهذا باعتراف أدلته الصحافة الصهيونية أمس بأن قرار ترامب بشأن القدس جاء بتنسيق مع قادة عرب .
لكن ماذا سيحدث بعد هذا الإعلان, وما هي المخاوف التي تنال من ذهن الحكومات العربية والكيان الصهيوني في هذه اللحظات ؟
في الحقيقة لا شيء يعكّر صفو هذه الرؤوس سوى ردة فعل الشارع العربي من القرار ومن التخاذل العربي بشكل خاص والعالمي بشكل عام, ربما سيكون منعكساً لا يحمل في جوفه سوى السخط الغير لحظي على الحكومات العربية وفقدان المصداقية بين تلك الحكومات وشعوبها, وهذا في أقل تقدير .
لكن ماذا سيحدث بعد نقل السفارة بشكل رسمي ؟
السفارة الأمريكية في القدس مشروع له أبعاد ايديولوجية ذات مدى قصير أبرزها الإعتراف الكامل بدولة إسرائيل وعاصمتها “أورشليم”, ومحاولة إيجاد الحلول وخلق الطرق من قِبل الحكومات العربية سيصل في نهاية المطاف وفي أحسن الأحوال إلى الإعتراف بـ”أورشليم” الغربية عاصمة لدولة إسرائيل, والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المحتلة مع السيادة الإسرائيلية عليها, وسيعتبر هذا الحدَث إنتصار كبير ومبهج في قلوب شعوب اللحظة وحكومات “الجزية” و”البعبعة” .
أو الموافقة على “أبو ديس” كعاصمة لدويلة فلسطين وبلا سيادة فلسطينية عليها مع عدم ضمان تمدد الإستيطان, ومع التخلّي عن حق العودة وذلك في حال موافقة الممثل الفلسطيني على تسليم القدس كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني وحل الدولتين الجديد !

أما عن أبعاد نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس فهي تتلخّص في أن يتم إغلاق كافة منابر السلام والحوار في وجه المتنازلين والمحاورين القدامى, وأن يتم الإعتراف الكامل بدولة إسرائيل وعاصمتها “أورشليم”, أن يتم إلغاء ملف قضية حق العودة واللاجئين الفلسطيين, ومن المتوقع أيضاً أن يطول الإستطيان حدود ال67 ويتغلغل فيها حتى وإن تم الإتفاق وإيجاد حل بين الطرفين لن تكون هناك ضمانات تمنع حدوث هذا التمدد الإستيطاني, وأيضاً ستشنّ الحرب على المقاومة للتنازل عن السلاح وتسليم المطلوبين وإن تم التصعيد فلن تكون حرب عصابات مثلما كانت من قبل بل حرب دول وهذا أمر دموي بحت وربما تشن هذه الحرب بتحالف دولي والخوف من أن يتضمن هذا التحالف دولاً عربية مشاركة بحجة القضاء على الإرهاب! , ومن الأبعاد الجيوغرافية أيضاً أن يتم تغيير الجيوغرافيا في المنطقة بما يتناسب مع حدود دولة إسرائيل الجديدة بحيث تتأمن كافة الحدود المحيطة بها ونزوح السكان في تلك المناطق وأولهم صحراء سيناء فهي عامل الخطر الحقيقي والصريح مع غزة والجولان والجنوب اللبناني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى