وا اسفاه
منذ عودة الحياة النيايبية الى الاردن وانا اتابع اعمال مجالس النواب المتعاقبة واشاهد ما يفعلون وللاسف كلما انتهت ولاية مجلس حمدنا الله لياتي من بعده اشد مضاضة على النفس.
قبل فترة ثار نائب على منشور كتب على الفيس بوك ينتقد اداء المجلس من قبل احد موظفي الدولة البسطاء وقام باجراء الاتصالات اللازمة لان المنشور ينتقص من هيبة المجلس والنتيجة رضوخ الوزير الى النائب ونقل الموظف الغلبان من مكان عمله الى منطقة تبعد ما يقارب 400 كيلوا متر مع انذار نهائي.
نائب اخر للاسف ثار غضبا لان رئيس الوزراء قد تاخر عن موعد اجتماعه بالسادة النواب مدة عشرة دقائق فقط لاغير وهدد بحجب الثقة عنه وكان سعادته منتظم بحضور الجلسات ولا يغيب ابدا….
والغريب في الامر ان دولة رئيس الوزراء قد امر بصرف بطاقات علاج لمرضى السرطان تعفيهم من ذل الحاجة لنرى نوابا يعترضون على الاجراء وينتقدنونه حتى تم وصف مريض السرطان بالميت.
غريب عجيب مجلس نوابنا … فهو المجلس الحري به ان يدافع عن حقوق المواطن بالعلاج المجاني فاذا به يستكثرها ويوافق على الغائها … وهو المجلس المنوط به الحرص على لقمة وخبز الفقراء فاذا به يوافق على رفع اسعار الخبز ..وهو المجلس المنوط به ان يحمي الفقراء فاذا به يوافق على كل قرار يذبح هذا الشعب.
انا لا اعرف الان ما هي الغاية من وجود المجلس هل باتت الغاية ان نقوم بتتبع الفيس بوك ونقرا ما يكتب ومن ثم نقوم بملاحقة الكاتب ونعاقبه ام ان الغاية باتت ان نقف ضد العلاج والغذاء .
لماذا لم يعترض السادة الافاضل على البوليبيف والسردين..مثلا..لماذا لم يعترض السادة الافاضل على سنوات من العمل في الطريق الصحراوي وتحويلة طريق جرش عمان …ولماذا لم يعترضوا على ازدياد الفقر وقمع الحريات ..
ربما لا يحق لي الكلام عن مجلس النواب فهم صنيعة ايدينا شئنا ام ابينا …وهم فزعتنا التي قتلتنا …وربما لا يحق لي المطالبة باي شيء فواجبي كان فقط بان اذهب الى الصندوق فادلي بصوتي وامضي فلا اسال ولا احاسب ولا اطلب.
مستفز هذا المجلس حد الجنون ..فالنواب الذين يعترضون على بطاقات العلاج نرى مكاتبهم تغص بالفقراء الذين يطالبون باعفاء طبي ليتمكنوا من العلاج ويبدو ان بطاقات الرزاز قد قطعت الطريق على البعض حتى لا يحملوا الناس جميلة بافعالهم . فالتحصل على اعفاء طبي كان النائب يعتبره انجازا ونصرا مبينا.
اليس الاجدى بمجلس النواب ان يطالب بالتامين الصحي الشامل لكل مواطن اردني ونحن الذين تقدمنا عشرات المرات باوراق للتامين كان مصيرها سلة المهملات…بدل ان يصطف الناس راجين الاعفاء الطبي على ابواب مكاتب النواب.
اليس من الاجدى بالنواب ان يسالوا عن اسباب تردي الوضع الاقتصادي واسباب المديونية ولماذا لم يفلح كل الرفع بتسديد العجز الستم جهة رقابية.
اليس حري بالمجلس ان يتفرغ الان لهم وطني قادم ويناقش ويمنع ما يتحدث به الناس حول صفقة القرن … ويوحد خطابنا خلف مليكنا ووطننا ..بدل المناكفات والمباطحات .والاستعراضات على الفيس بوك وعبر بعض الشاشات.
اليس حري بمجلسنا ان يطالب بالتعليم المجاني والعلاج المجاني ويتجه للمطالبة ببناء المشافي والمدارس ويوقف بناء السجون بدل ان يستهزيء ببطاقة علاج لمريض يعلم الله كم مكث في الالام وكم سيمكث
اليس حري بمجلسنا الكريم ان يسال الحكومة ويناقش اسباب غزو المخدرات لشوارعنا …ولعقول اطفالنا ..واليس حري به ان يقف مناديا … ليقول باعلى صوت…حان دور الشعب فلنكن مع الشعب …
غريب عجيب ما نراه ومصيبة بحد ذاتها واذا اردنا ان نتحدث عن الغرائب فلن نتوقف وكاننا في واد ومجلسنا الكريم في واد اخر…
اني لا اسف عليكم وانما اسف على انفسنا .. ناسف على ايادينا الا تبت ايادينا …الا تبت فزعتنا .التي ذبحتنا من الورديد حتى قمة الوريد ….فكل ذلك اوصلنا لان يستكثرون الموت علينا ….. يا ليت ايادينا شلت …قبل هذا وكنا نسيا منسيا فوا اسفاااااه ..وا اسفاه
مجلس ……. لا يساوي ثمن المقاعد التي يجلس عليها