حمده مسلم تتمسك بالماضي الجميل وتأكل مما تصنع

سواليف – ما زالت أم محمد رغم ساعات الصيام الطويلة متمسكة بمقولة: “نأكل مما نصنع”.
ام محمد المزروعة مع سنديان وبلوط قرية غريسا شمالي محافطة الزرقاء لا تقل عنفوانا عن الشجرتين المتجذرتين بارض الارض المباركة.
ام محمد تذكرنا بالزمن الجميل حيث الامهات تعمل لتربي اجيالا ابطالا فتزرع الاشجار وتعتني بها وتحلب الشياه وتخبز على الصاج متلذذة بالتعب من اجل هناء اسرتها في الشهر الفضيل عند الساعة الخامسة مساء تحمل ام محمد العجين وتقابل نار الصاج لتصنع الخبز لها ولزوجها وأبنائها متخذة من الأرض مجلسا ومن الصاج والنار وسيلة للوصول الى رغيف خبز طيب المذاق تقدم مع لحظات اعلان المؤذن لموعد الافطار.
أم محمد حمده مسلم من قرية غريسا أم لثلاثة أولاد وأربعة بنات بلغت من العمر ما يوجد لها العذر بأن ترتاح من صناعة الخبز يدويا وأن تريح يديها وترسل أحد أبنائها الى أحد المخابز القريبة ليحضر لها بقليل من الدراهم حاجتها من الخبز الا انها ما زالت تصر بحب ورضا ومتعة على انتاج الخبز بيديها فزوجها وأبناؤها وبناتها يجدون المذاق الطيب الذي افتقده الكثيرون بعد أن حلت الالات في الصناعة وتدخلت كثير من المواد وجشع التجار في صناعتها وانعكس ذلك على نوعية الرغيف الذي يقدم لها.
“أمثالها من ينتجون ويصنعون للوطن” كلمات رددها المجاورون لأم محمد وهي تشعل النار وأن امثالها من يعيدون الثقة لمنتجاتهم وانهم يأكلون مما يصنعون.
اما ابو محمد فيملأ في فترات متلاحقة خوابي بيته مما يزرعه ويحصده من أرضه الصغيرة التي يطعم منها مواشيه كما ينتج منها ما تخبزه زوجته ليبقى الأكل حلال طيبا يتمناه كثيرون في هذا الوطن.
محمد وحامد ومحمود هم أبناؤها يعينون والدهم ووالدتهم ويساعدونهما حسب أوقات فراغهم اذ منهم العامل في الامن العام والجيش ومنهم المتقاعد.
مواطنون من القرية يقولون ان مثل هؤلاء الامهات هن من ينتجن الشهداء ويحمين الوطن وهن رموز تستحق الواحدة منهن المكافأة والدعم، وام محمد خير من يستحق التكريّم والدعم فهي أم وزوجة منتجة في هذا الوطن.
أم محمد في قرية غريسا قصة ابداع وتمسك بموروث كبير يحتاج أن يعاد الى الجيل الجديد كي يأكل هذا الوطن مما ينتج وأن تعود العائلة الأردنية الى انتاج ما تحتاج من طعام وغذاء.

(بترا)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى