غياب رموز التنظيمات وظهور الأفراد / ديما الرجبي

كثرت التساؤلات حول غياب رموز تنظيم داعش الذي كان من فترة ليست ببعيدة المسيطر الأول على عناوين الأخبار والأحداث فمنذ إعلان العبادي سيطرته على الموصل على إثر اعلان ” عائدون يا نينوى” وبخلال مدة حربية زمنية تعتبر سريعة جداً إنتصر العراق على ” دولة الخرافة ” كما وصفها الإعلام الرسمي للعراق ، وما تبقى من الدواعش اصبحوا في عداد الأسرى او الملاحقين .
وبعد ان اعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في القضاء على تنظيم داعش إنتصاره في سوريا وجعل داعش يتوارى في بقعة جغرافية سهلة السيطرة أصبحت سوريا خالية من ” تدخلات” التنظيم وتنتظر ولادة دستور جديد في المرحلة القادمة التي على ما يبدو أنها ستبدأ دون قيادة بشار الأسد لها .

يبقى السؤال الحاضر في اذهان المتابعين ” لاسطورة ” التنظيم الذي كان له الذراع الأقوى في بث الفوضى وإراقة الدماء واصدار ” الإعلام ” المروع الذي كان من ضمن ادوات الحرب الداعشية المسيطرة على بقع الأرض هو، أين رموزهم اليوم ؟
لطالما شكك الكثيرون في آلية خلق هذا التنظيم الذي خرج براية سوداء في وقت كانت الأعين تلاحق سوريا والعراق واليمن وتتابع التهجير والصواريخ وتنتظر فرجاً ، وإختفى بفترة زمنية سياسية ثقلى بالأحداث المتأزمة والمتداخلة… وأغلب التحليلات التي تُعنى بالحركات الجهادية كذبت واقع داعش ” الجهادي” وسبب خروجه في ظل إنقسام البلدان داخلياً وكثيراً منهم اكدوا ان داعش هو تنظيم مؤدلج لصالح اجندات صهيوأمريكية صُنعت بوقتٍ عرف مسبقاً أنه ” وقت القبض على جمر الأوطان والأديان”.
وعلى ما يبدو أن مرحلة جديدة ستبدأ من صناعة تحالفات وتنظيمات بمسميات اخرى لسد الفراغ ” الداعشي” .
واللافت بالأمر أننا ومن متابعتنا للاحداث شهدنا على عناوينٍ لعمليات إرهابية على وتيرة داعش غيب فيها إعلان الرموز وتصدر التبني للأفراد وليس بعيداً ذكر مذبحة مسجد العريش في مصر يوم أمس حيث تم التصريح من الإعلام المصري بأن الأفراد الذين قاموا بهذه العملية الارهابية يرفعون أعلام داعش ؟! وهذه العملية تأتي بعد عدة عمليات إرهابية أصابت مصر والفرق بينها وبين سابقاتها هو استهداف المدنيين بإشارة إلى تغير بنية ” ايدلوجية” أفراد التنظيم وتوسعة نطاق إستهدافاتهم.
وهنا نشير إلى اهم ما يجعل هذه التنظيمات سرطان يمتد حتى بعد غياب القادة عن جماعاتهم ، فما تحدث عنه المحللين حول توضيح إنضمام الأفراد لهذه الجماعات يدل على أن من ينتسب لتلك الحلقات يحمل قناعةً بالأيدلوجية وليس القائد، لذلك ما زالت التحركات الفردية متواجدة رغم انهزام الجماعة في عدة نقاط اعتبرت موطن قدم ثابت خرج منها التنظيم .

والسؤال الذي يفرض نفسه إذا كان داعش صناعة خارجية تم إيقاف العمل به بما يتناسب والمرحلة القادمة ، اولئك الأفراد ” اللاعبين الفرادى” من سيقوم بإيقاف العمل بهم ؟ وما هي ضمانات الدول الغارقة بالدماء بأن لا يخرج إمتداد لداعش من تلك الفئات المنتشرة حول بقعة ملتهبة ؟

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى