عـــــــــــامر عـــــــــدس يا وجع الوعد / علي الشريف

عـــــــــــامر عـــــــــدس يا وجع الوعد.
علي الشريف
ربما يكون الاسبوع الذي مر هو فعلا اسبوع االحزن الرياضي ففيه فقدت الاسرة الرياضيه العديد من فرسانها كلهم غابوا وان كان ابرز الذين غابوا هو المرحوم عامر عدس اداري نادي الجزيرة.
ربما لا اعرف الكثير عن المرحوم ولم يكن بيني وبينه الا اتصالات قليلة لكني جزعت لموته فهو في عمر لا زال يقدم العطاء ورغم تعبه ومرضه الا انه اصر ان يبقى على قيد الوفاء لناديه حتى لحظاته الاخيرة.
لم اكن اتخيل ان يكون موت عامر عبارة عن تجارة باللايكات فقد رايت فيدو نشر له وهو تقريبا في لحظات قمة الالم يتحدث من خلاله عن المه ووجعه ومعاناته ..لا انكر مدى تاثري بما رايت ولكن تاثري كان بطريقة النشر التي كانت بعد الوفاه.
عامر كان يقول انه طلب العلاج في المدينة الطبية وحاول وخاطب الناس والوزارات ولكن لا حياة لمن تنادي فالوعود وعود وما اكبر وجع الوعد وانتظاره فاستقر به المقام على سريره الى ان وافاه الاجل المحتوم… ولو نشر هذا الفيديو بعد تصويره مباشرة لربما كان هناك ردة فعل ربما تحقق له مطلبه مع عدم انكارنا بان الاعمار بيد الله…وقضى عامر بين الوعد ووجعه وانتظاره.
ايه يا عامر قد القلب وفر الدم من نبضه وانت تحلم وتنتظر الوعد … حتى ضاعت امنياتك بالعلاج وانت على سرير الموت ..وكم مثلك يا عامر يا ايها الفتى الذي طالما صبغت وجهه شمس هذا الوطن ولطالما سقت حبات العرق من جبينه ارض بلادي..
كم مثلك يا عامر يرقدون على سرير الشفاء ينتظرون لحظة فرج بعلاج افضل ..ومكان افضل وكم مثلك كانوا يخافون من وجع السرير الذي عليه ينامون… ومن وجع الانتظار ووجع الوعد الذي ذهب ادراج الرياح.
ذنبك يا عامر انك ابن رجل عادي … لم يك ذات يوم من عليه القوم لينقلك الى حيث تريد … وذنبك انك صابر صبر هذا الوطن على بلاويه …وذنبك يا عامر انك اعتبرت الوطن وطنا ولم تعتبره مزرعة كم كنت شقيا في التعب وشقيا في الحب وشقيا حتى في المرض حين كنت تغادر السرير لتاتي تشد ازر جزيرتك .
يا عامر يا وجه وطني ..يا جسد هذا الشعب المتعب المنهك… لم احتمل ان اراك وانت تتكلم بانفاس متقطعة تسرد معاناتك وتسرد قصة المك وكل امرك يا رفيق كان يحتاج لالو واحد من مسؤول واحد وتنتهي الحكاية لتعطيك املا طيفا اخر حلما في اخر الايام …ابتسامة غير مكلومة …
ايه يا عامر يا وجه الحزن والتعب في بلادي… كم عامر مثلك ينتظر..وكم عامر مثلك يا ايها التعب المنهك يخاف.. وكم عامر في بلادي لا يستطيع تامين العلاج .. وكم رياضي على ارض هذا الوطن اخذوه لحما ورموه عظما وكم رياضي مات ولم يلتقى فوق قبره …احد من الذين قالوا يوما… انهم لك ولغيرك كلهم يا عامر اخذوا منك ما ارادو…ومضوا
كلنا في الذنب شركاء يا عامر وكلنا نعيناك لنجني قدر كافي من اللايكات … منا من حزن ومن من تصنع الحزن ومنا كان الامر لا يعنيه … لكننا كلنا يا اخ الصبح لاحقون لا مفر ولا مناص من الامر. لكن الفرق يا عامر بان منا من سيلحق بك متعبا ومن سيلحق منهكا …
ذنبك يا عامر بانك يوما التحفت جدائل شمسنا ورميت خدك على كف القمر …وذنبك انك كنت طيبا بسيطا حملت الوجع والالم والفرح معا..وذنبك يا رفيق الارض ..انك حلمت وتاملت وصبرت ولكنك في نهاية المر تالمت ..وما بكيت .
.واكبر ذنب اقترفته يا عامر انك لم تكن مدعوما …في ارض باتت ترفع الدعم عن كل شيء …. نم يا عامر فانت ترتاح وانت يا صديق وجع كل الغلابى على هذه الارض وانت دمعة الفقراء..وابتسامة العطاء …وانت الدمعة الحرى الان على الاجفان ….وانت بالحكاية قصة شعب … بات يخاف النوم في النور قبل الظلام.
امضي يا عامر حيث الدرب الاخير واترك لنا نمارس اللايكات ونسمع الوعود وننعي الموتى غلى مواقع التواصل …واترك لنا خيبة املنا في انفسنا …وشجارنا على المدرجات …امضي نقيا واترك لنا …نفاقنا ..واقسم يا ابن الارض ان الله غسلك في مرضك من زيفنا واختارك طاهرا تقيا نقيا.
نم يا صديق .. فانت اليوم بين يدي رب غفور رحيم… صاحب العدل المطلق ..عنده لن تظلم يا ابن بلادي وعنده سترى ان لحبك وعشقك والمك ميزان تثقل كفته بالرحمة الالهية … لا تجزع ونم قرير العين …كم عامر سبق وكم عامر سيلحق وكم عامر في بلادي على قيد الانتظار كلنا في الهم عامر وكلنا في التعب عامر وكلنا في حب الاردن عامر.وكلنا في انتظار الوعد عامر ووجع الوعد كلنا انت يا عامر..رحمك الله يا عامر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى