غزة والشرف / نور الدويري

غزة والشرف

نور الدويري

الغزاويون مختلفون عن غيرهم!

#غزة تلك المنطقة الساحلية الضيقة كشريط شعر فتاة مبهج ناعم بلون الساحل الأزرق المطوق لرأس فلسطين ليحميها، والمتمكن من فرض الذعر على إسرائيل !

مقالات ذات صلة

فغزة تلك المنطقة البسيطة الصغيرة بشعب لا يملك إلا حجرا وزجاجة ببسي يخفيها للحرب، وكاميرا بقلبه وهاتفه الصغير يصور عزة غزة كصندوق أسود موثق للحدث الأسود للعالم، فرغم الحركات السياسية التي تختلف مع بعضها أكثر ما تتفق في فلسطين ، يتفق الغزاويون على قدسية الأرض والحق بالوجود والدفاع المطلق عن كل شبر في فلسطين.

فالغزاويون مقاومون بطريقة مختلفة، فهم شعب صغير من شعب فلسطين الكبير لكنهم نسق إجتماعي إستثنائي، فهم يقاومون الظلام بالنور ليس مدحا مجازا أو تعاطفا مع قضية عرض العرب الأولى، بل لأن التاريخ سجل ضراوة الغزاوي في الدفاع عن أرضه ولم يتمكن أحد من اخراجه من أرضه إلا قسريا فلم يحمل في غربته الجبرية إلا وثيقته المغلوب على الإعتراف بأختامها نضال عربي واحد، وإتحاد عربي واحد، وإتفاق سياسي فلسطيني واحد!

ليتمكن الغزاويون من إغلاق ٢١ مستوطنة إسرائيلية وإجبار إسرائيل للإعلان عن إنسحاب تام من غزة بعام ٢٠٠٥ .

لتبقى غزة وأهلها محاصرين بدم بارد وإدعاء مجحف وصمت دولي مطبق، رغم تحريرها ، ليبقوا الغزاويون شوكة سياسية حقيقية في ملف القضية الفلسطينية سابقا ولاحقا فسقوط غزة يعني ضياع فلسطين للأبد، وبقاء غزة يعني أملا يقترب بالفلسطينيين نحو العودة.

غزة مفتاح العودة

إن الاستفزاز المستمر الذي تقوم به إسرائيل كل فترة في أراضي الضفة الغربية كما الإستفزاز الأخير الذي عانت منه منطقة حي الشيخ جراح هو خطوة لدفع بالغزازيين للرد والمقاومة حتى تجد إسرائيل سببا دوليا للرد والقصف فكلما رفعت غزة رأسها لتعيش في بضعة أبراج صغيرة يحيون على سطوحها الطير المار ويبتسمون للشمس، وتجمعات جيران في حفل حنا عروس بسيطة، وإجتماعات شباب سياسية على طرف مقهى يقدم قهوة مغلية بماء البحر المالح كعيشتهم المالحة وقهوتهم المعتقة بعرق الغزاويين وسكر نقي يذوب فيه كدعوة الغزاويات الصامدة، تبحث إسرائيل عن سبب لنهش غزة وقصف الأمل ودعك الأسى مجددا في قلوبهم الدامية حزنا والصابرة إحتسابا كلما ركعت أمام الله فجرا ومغربا والأسباب واضحة.

إن ترك غزة لتعيش وتعمر يعني تمدد ديمغرافي لفئة فلسطينية متعنته يصعب السيطرة عليها، فمن المعلوم أن أي منظومة إجتماعية تصل لوعي فكري وإقتصادي ستكون على خط تماس من الإصلاح والتطور السياسي والذي سيدفع بالضرورة إلى إزدهار الدولة وتطور شعبها!

وهذا سبب كافي لإستفزاز غزة كل مرة، فتخيلوا لو غزة صارت موطنا مستقرا …

في الحقيقة لا يهم شكل المقاومة المنظمة أو أسمائها أو داعميها أو تحالفاتها المهم أن الغزاويون لا يكترثون لهذه التحالفات ولا لهذه التنظيرات السياسية فهم رمز مقاومة الفلسطينيين وهم يعرفون هذا جيدا لذا هم رأس السلطة الشعبية في فلسطين المحتلة والقائد الأول والمؤثر الأهم في القضية الفلسطينية .

في غزة الأطفال لا يتعلمون المشي على حواف الطاولات وخلف ألعاب المشي بل يتعلمون المشي خلف جثامين الشهداء .

في غزة النساء لا يعرفن معنى التسوق سوقهن الوحيد ساحة المسجد ودكان صغير فيه علبة شاي وبقايا سكر، وجلسات تسبيح وجلسات تبرج سياسي لا حياء فيها فهن رحم الأرض وأنسجتها.

وفي غزة شباب لا يصبحون كهولا أبدا فهم ماضي وحاضر ومستقبل فلسطين .

الغزاويون مختلفون أنهم يحملون وثيقة العودة بختم مكتوب فيه ( الطريق للشهادة).

الغزاويون مختلفون انهم بقايا جند صلاح الدين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى