غزة…تفاقم معاناة مرضى الأمراض المزمنة بسبب نفاد الأدوية جراء الحصار

#سواليف

للأسبوع السادس على التوالي، تواصل دولة #الاحتلال #إغلاق كافة #المعابر مع قطاع #غزة، دون أن تسمح بمرور أي إمدادات إنسانية أو إغاثية للقطاع، وهو ما انعكس سلبا على الواقع الصحي الذي بات عاجزا عن توفير العلاجات اللازمة لمرضى الأمراض المزمنة.

ويهدد الحصار الإسرائيلي لغزة، حياة أكثر من 350 ألف مريض من أصحاب #الأمراض_المزمنة، ويضعهم في #خطر التعرض لمضاعفات صحية خطيرة، بعد أن نفدت غالبية أصناف #الأدوية، من #المستشفيات والعيادات الطبية التابعة لوكالة “أونروا”.

ووفقا لوزارة الصحة بغزة، فقد بات 37 بالمئة من رصيد الأدوية صفرا، كما تراجع مخزون المستهلكات الطبية لأقل من 59 بالمئة، ونفذت 54 بالمئة من أدوية السرطان وأمراض الدم، ووصلت نسبة العجز لـ99 بالمئة في خدمة القسطرة القلبية وجراحة القلب، كما نفذت 42 بالمئة من التطعيمات الصحية بما فيها لقاحات شلل الأطفال.

كما باتت أدوية العمليات والعناية المركزة وأقسام الطوارئ مستنزفة لمستويات غير مسبوقة بسبب الأعداد الضخمة من الشهداء والمصابين.

ويؤثر قلة وجود الأدوية والمهمات الطبية على صحة المصابين والمرضي، الذين يصلون المستشفيات خاصة مع زيادة الهجمات التي تؤثر على حياتهم، ويتعرضون على إثر ذلك إما للموت، أو لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى حد البتر خصوصا لأصحاب مرضى السكري.

أحمد أبو ختلة أحد مرضى السكري في غزة، يقول لـ”قدس برس” “منذ أسبوعين لم أستطع أن أحصل على أي جرعة من الأنسولين، بسبب نفاده من المستشفيات وعيادات الأونروا في شمال القطاع، وقد تعرضت لارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم، ودخلت في غيبوبة كدت أن أفقد حياتي بسببها، لولا أن أبنائي تداركوا الأمر سريعا ونقلوني بسرعة للعيادة الطبية في المخيم الذي أسكن فيه”.

أما السيدة سمية القيشاوي وهي أم لخمسة أبناء وتعاني من مرض السرطان، فيقول زوجها محمد، “تدهورت الحالة الصحية لزوجتي في الأسابيع الأخيرة بشكل كبير، بسبب انقطاع الأدوية الخاصة بمرض السرطان، وعدم تمكنها من الحصول على جرعات العلاج الكيماوي بسبب تدمير الاحتلال لمستشفى الصداقة التركي المتخصص في علاج مرضى السرطان”.

ويضيف محمد: “كنا نأمل أن يُسمح لسمية بالسفر لتلقي العلاج في الخارج، على الأقل حتى انتهاء الحرب، ولكن الاحتلال يماطل في إخراج الجرحى والمرضى، وهذا ما يضعهم في دائرة خطر انتظار الموت”.

أما الطفلة تسنيم ذات الخمس سنوات، والتي تعاني من مرض “التلاسيميا”، فيقول والدها لـ”قدس برس” “كان يفترض أن تحصل تسنيم على جلسة غسيل الدم مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، ولكن بسبب الضغط الكبير والاستنزاف الحاد في المستشفيات لم تستطع أن تحصل على جلستها منذ سبعة أشهر، وقد دخلت الآن في مرحلة شديدة الخطورة بسبب تسمم الكبد جراء ارتفاع نسبة السموم فيه”.

في حين يقول مصطفى العويني والمصاب بضغط الدم: “أتناول نوع محدد من أدوية ضغط الدم، ولكنه للأسف غير موجود في المستشفيات، وبسبب ذلك اضطررت لشراء شريطين من إحدى الصيدليات بسعر مرتفع، ولكن ظروفي لا تسمح بالاستمرار بشرائه بهذا السعر إذ تجاوز سعر الشريط الواحد 150 شيكل (40 دولار)”.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، انتهجت دولة الاحتلال سياسة ممنهجة في تدمير القطاع الصحي في غزة، من خلال قصف المستشفيات، وتدمير العيادات الطبية، واغتيال الأطباء، وفرض قيود على دخول الإمدادات الطبية، وهو ما جعل قطاع غزة منطقة منكوبة.

وتعرضت المنظومة الصحية في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وحتى 19 من كانون الثاني/ يناير 2025، لأكثر من 664 هجوما، أدت لتدمير وإخراج 34 من أصل 36 مستشفى عن الخدمة، كما تسبب الاحتلال في تدمير 16 مركز رعاية أولية من أصل 52 مركزا كانت تعمل في القطاع قبل العدوان.

كما اغتال الاحتلال أكثر من 1200 عامل في القطاع الصحي منهم 125 طبيبا إخصائيا، و300 ممرض، و49 ضابط إسعاف، و74 طبيبا صيدليا، فيما لا يزال مصير 350 كادرا مجهولا منهم مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية.

وتحاصر قوات الاحتلال غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من سكانها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

وترتكب قوات الاحتلال، بدعم أمريكي مطلق، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني المحاصر، خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى