قلق التوطين / عمر عياصرة

قلق التوطين
قد يسخر البعض من قصة مشروع توطين اللاجئين السوريين في الأردن على اعتبار أنها ضرب من الوهم ومبالغة في تفسير مجريات الأحداث.
الحقيقة تحمل في مؤشراتها غير ذلك فثمة خطوات تمهد للتوطين أصبحت واضحة للعيان من خلال مقررات مؤتمر لندن للمانحين الأخير.
لاحظوا معي سلسلة ما يجري، فالحديث الآن عن إقامة طويلة تتجاوز الــ17 عاما، وبعد ذلك يطلع علينا «فطاحل النسب» ليقولوا لنا انه «عالميا» لا يعود من اللاجئين إلا 50%.
بالتالي سيصبحون جزءا من المنظومة الاقتصادية الاجتماعية، وهنا يخرج علينا احد كتاب المرجعيات ليطالب بلقاءات بين ممثلي اللاجئين وقادة المجتمع المحلي لأسباب غير واضحة.
ثم تتراكم كرة الثلج ليعلن الاوروبيون عن استعدادهم إعطاء مصانع أردنية ميزة حقوق التصدير للأسواق الأوروبية مقابل أن تكون 25% من العمالة سورية.
تخيلوا معي المقاربة التي تحاك ببساطة، فلافروف وكيري يقرران ديموغرافيا جديدة لسوريا والأردن ويقدمان لذلك بسلسلة إجراءات ونحن ننفذ وفق طاعة عمياء غريبة الشكل والموقف.
بقاء بشار في الحكم لن يشجع كثيرا من اللاجئين على العودة، أما روسيا فتريدها ديموغرافيا مختلفة في سوريا عنوانها «طائفة سنية اقل عددا» والولايات المتحدة لا مانع كبير لديها.
هذه المقاربات لا زالت في طور المشروع وليست قدرا كما يظن بعض المسؤولين عندنا ومع ذلك علينا أن نرفض قولا وإجراء مشروع التوطين مها كانت راياته إنسانية وغاياته شيطانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى