عوني القويدر ؛ من أين أتيت بهذا الوعي؟

عوني القويدر ؛ من أين أتيت بهذا #الوعي؟
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

الدارة ؛ دارة #قويدر_عبيدات، وعوني أصغر أحفاده، خلتُه شابّا من العبيدات لم يتجاوز السبعين عامًا!وأنا عبيدات أيضًا؛ ولكني لا أكتب بسبب ذلك كله، مع أنه حق لي!
مررت قبل سنتين من أمام مكان كئيب يكاد يختفي خلف الأشواك، وأكواما من الحجارة والأتربة.
مررت أمس، فرأيت تحفة ثقافية تراثية فنية ساحرة. ساحة واسعة أنيقة بلون العتاقة تقودك إلى لوح غني جدّا بالأصالة، والهندسة،
والجمال؛ يغريك بالدخول باحترام؛ لعظمة تاريخ قد يتعدى المائة وخمسين عامًا ،لكنه يضعك في أجواء عراقة القلاع الرومانية!! وحتى عراقة قصر حجر في اليمن؛ الدرج العتيق، نظام الماء، الخزنة التي قيل: إنها امتلأت بذهب في خدمة المقاومة! قد ترى أشياء تدهشك غير الإحساس الذي تفرضه عليك هيبة المكان.
لن أسترسل في الوصف، فليس هذا هدفي، ولن أكتب عن قلعة المناضلين حيث تأسست الجبهة الوطنية الأردنية بحضور شخصيات وطنية وازنة لحماية الأردن منذ نشأته ، و لن أكتب عنها كإحدى قلاع دعم المقاومة الفلسطينية ، فهذا حديث آخر ،لكن جال في خاطري وعي ذلك الحفيد الذي جسّد كل قيم اليونيسكو في الحفاظ على التراث الثقافي، لا أظنه ثريّا أو تاجرًا لكي ينفق مئات الألوف في ترميم دارة قد تعجز مؤسسات رسمية عن إعادة تأهيلها- لا إحيائها-فهي لم تمت، ولن تموت، فهي الحياة الشاهد على الوعي!
حين عملت في اليونسكو مندوبًا للأردن، طلبت مساعدة مالية لترميم بعض آثار جرش؛ كان لليونسكو شرطان:
الأول؛ إزالة الترميم الغبي بالإسمنت الذي استخدم من خبراء محليين.
والآخر؛ كان إزالة الأبنية المدنية الحديثة المنتشرة حول الآثار.
إن هيبة الأثر في عراقته، وعتقه،
نعم، تذكرت شرط اليونيسكو لدعم مشروعات في الأهرامات المصرية حين طلبوا إزالة الشوارع “المُزفّتة” في نطاق الأهرامات!!
عودة إلى دارة قويدر، فإني لاحظت أن كثيرًا من شروط اليونيسكو قد تم الالتزام به! المشرف المهندس، محمد خالد في الثلاثينات من العمر، من أحفاد أحفاد قويدر، يعمل بحرفية خبير.
أكتب إعجابًا بهذا العمل الذي سيكون ملهمًا لكثيرين، للحفاظ على تراثنا الثقافي. لدينا مساجد، ومدارس عتيقة، بعضها هُدِم بقرار من غبي، أو بإهمالٍ غير مسؤول.
الحفاظ على التراث أرقى أشكال
العمل المدني الوطني! عمل مواطن فرد، نأمل أن يكون ملهمًا لأفراد ومؤسسات عديدة!
لاحظوا كم تتنوع الأعمال الوطنية.
هذا العمل الفردي قد ينقل قرية حرثا إلى قرية سياحية، خاصة وأنها محاطة بجمال فريد!!
هل يمكن لوزارة الثقافة زيارة هذا المكان؟ وهل يمكن لوزارة السياحة أن تضعه في حساباتها؟
هذه برأيي مسؤولية أهالي القرية الفائقة!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى